Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 20-30)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَمَّنْ } مبتدأ خبره { هَـٰذَا } ويبدل من { هَـٰذَا } { ٱلَّذِى هُوَ جُندٌ لَّكُمْ } ومحل { يَنصُرُكُمْ مّن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ } رفع نعت لـ { جُندٌ } محمول على اللفظ والمعنى من المشار إليه بالنصر غير الله تعالى { إِنِ ٱلْكَـٰفِرُونَ إِلاَّ فِى غُرُورٍ } أي ما هم إلا في غرور { أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِى يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ } أم من يشار إليه ويقال هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه وهذا على التقدير ، ويجوز أن يكون إشارة إلى جميع الأوثان لاعتقادهم أنهم يحفظون من النوائب ويرزقون ببركة آلهتهم فكأنهم الجند الناصر والرازق . فلما لم يتعظوا أضرب عنهم فقال { بَل لَّجُّواْ } تمادوا { فِى عُتُوٍّ } استكبار عن الحق { وَنُفُورٍ } وشراد عنه لثقله عليهم فلم يتبعوه . ثم ضرب مثلاً للكافرين والمؤمنين فقال { أَفَمَن يَمْشِى مُكِبّاً عَلَىٰ وَجْهِهِ } أي ساقطاً على وجهه يعثر كل ساعة ويمشي معتسفاً وخبر من { أَهْدَىٰ } أرشد . فأكب مطاوع كبه يقال : كببته فأكب { أَمَّن يَمْشِى سَوِيّاً } مستوياً منتصباً سالماً من العثور والخرور { عَلَىٰ صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } على طريق مستوٍ . وخبر { منْ } محذوف لدلالة { أَهْدَىٰ } عليه ، وعن الكلي : عني بالمكب أو جهل ، وبالسوي النبي عليه السلام { قُلْ هُوَ ٱلَّذِى أَنشَأَكُمْ } خلقكم ابتداء { وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَـٰرَ وَٱلأَفْئِدَةَ } خصها لأنها آلات العلم { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } هذه النعم لأنكم تشركون بالله ولا تخلصون له العبادة ، والمعنى تشكرون شكراً قليلاً و « ما » زائدة . وقيل : القلة عبارة عن العدم { قُلْ هُوَ ٱلَّذِى ذَرَأَكُمْ } خلقكم { فِى ٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } للحساب والجزاء . { وَيَقُولُونَ } أي الكافرون للمؤمنين استهزاء { مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ } الذي تعدوننا به يعني العذاب { إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } في كونه فأعلمونا زمانه { قُلْ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ } أي علم وقت العذاب { عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَاْ نَذِيرٌ } مخوّف { مُّبِينٌ } أبين لكم الشرائع { فَلَمَّا رَأَوْهُ } أي الوعد يعني العذاب الموعود { زُلْفَةً } قريباً منهم وانتصابها على الحال { سِيئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي ساءت رؤية الوعد وجوههم بأن علتها الكآبة والمساءة وغشيتها القتَرة والسواد { وَقِيلَ هَـٰذَا ٱلَّذِى } القائلون الزبانية { كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ } تفتعلون من الدعاء أي تسألون تعجيله وتقولون ائتنا بما تعدنا ، أو هو من الدعوى أي كنتم بسببه تدعون أنكم لا تبعثون وقرأ يعقوب { تَدْعُونَ } . { قُلْ أَرَءيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِىَ ٱللَّهُ } أي أماتني الله كقوله { إِن ٱمْرُؤٌ هَلَكَ } [ النساء : 176 ] { وَمَن مَّعِىَ } من أصحابي { أَوْ رَحِمَنَا } أو أخر في آجالنا { فَمَن يُجِيرُ } ينجي { ٱلْكَـٰفِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } مؤلم . كان كفار مكة يدعون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين بالهلاك فأمر بأن يقول لهم : نحن مؤمنون متربصون لإحدى الحسنيين ، إما أن نهلك كما تتمنون فتقلب إلى الجنة ، أو نرحم بالنصرة عليكم متربصون لإحدى الحسنيين ، إما أن نهلك كما تتمنون فتقلب إلى الجنة ، أو نرحم بالنصرة عليكم كما نرجو ، فأنتم ما تصنعون مِنْ مجيركم وأنتم كافرون من عذاب النار لا بد لكم منه { قُلْ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ } أي الذي أدعوكم إليه الرحمن { ءَامَنَّا بِهِ } صدقنا به ولم نكفر به كما كفرتم { وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا } فوضنا إليه أمورنا { فَسَتَعْلَمُونَ } إذا نزل بكم العذاب وبالياء : علي { مَنْ هُوَ فِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ } نحن أم أنتم { قُلْ أَرَءيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً } غائراً ذاهباً في الأرض لا تناله الدلاء ، وهو وصف بالمصدر كعدل بمعنى عادل { فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَّعِينٍ } جارٍ يصل إليه من أراده . وتليت عند ملحد فقال : يأتي بالمعول والمعن فذهب ماء عينه في تلك الليلة وعمي . وقيل : إنه محمد بن زكريا المتطبب زادنا الله بصيرة .