Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 99, Ayat: 1-8)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
مختلف فيها وهي ثمان آيات بسم الله الرحمن الرحيم { إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلأَرْضُ زِلْزَالَهَا } أي إذا حركت زلزالها الشديد الذي ليس بعده زلزال . وقرىء بفتح الزاء فالمكسور مصدر والمفتوح اسم { وَأَخْرَجَتِ ٱلأَرْضُ أَثْقَالَهَا } أي كنوزها وموتاها جمع ثقل وهو متاع البيت ، جعل ما في جوفها من الدفائن أثقالاً لها { وَقَالَ ٱلإِنسَـٰنُ } زلزلت هذه الزلزلة الشديدة ولفظت ما في بطنها ، وذلك عند النفخة الثانية حين تزلزل وتلفظ موتاها أحياء فيقولون ذلك لما يبهرهم من الأمر الفظيع كما يقولون { مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا } [ يس : 52 ] وقيل : هذا قول الكافر لأنه كان لا يؤمن بالبعث ، فأما المؤمن فيقول { هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ وَصَدَقَ ٱلْمُرْسَلُونَ } [ يس : 52 ] { يَوْمَئِذٍ } بدل من « إذا » وناصبها { تُحَدّثُ } أي تحدث الخلق { أَخْبَارَهَا } فحذف أول المفعولين لأن المقصود ذكر تحديثها الإخبار لا ذكر الخلق . قيل : ينطقها الله وتخبر بما عمل عليها من خير وشر . وفي الحديث : " تشهد على كل واحد بما عمل على ظهرها " { بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا } أي تحدث أخبارها بسبب إيحاء ربك لها أي إليها وأمره إياها بالتحديث { يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ ٱلنَّاسُ } يصدرون عن مخارجهم من القبور إلى الموقف { أَشْتَاتاً } بيض الوجوه آمنين وسود الوجوه فزعين ، أو يصدرون عن الموقف أشتاتاً يتفرق بهم طريقا الجنة والنار { لّيُرَوْاْ أَعْمَـٰلَهُمْ } أي جزاء أعمالهم { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ } نملة صغيرة { خَيْرًا } تمييز { يَرَهُ } أي ير جزاءه { وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ } قيل : هذا في الكفار والأول في المؤمنين . ويروى أن أعرابياً أخر خيراً يره فقيل له : قدمت وأخرت فقال : @ خذا بطن هرشي أو قفاها فإنه كلا جانبي هرشي لهن طريق @@ وروي أن جد الفرزدق أتاه عليه السلام ليستقرئه فقرأ عليه هذه الآية فقال : حسبي حسبي ، وهي أحكم آية وسميت الجامعة والله أعلم .