Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 105, Ayat: 2-5)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ألم يجعل كيدهم } يعني مكرهم ، وسعيهم في تخريب الكعبة { في تضليل } أي تضييع وخسار ، وإبطال ما أرادوا أضل كيدهم ، فلم يصلوا إلى ما أرادوا من تخريب البيت ، بل رجع كيدهم عليهم ، فخربت كنيستهم ، واحترقت ، وهلكوا وهو قوله تعالى : { وأرسل عليهم طيراً أبابيل } يعني طيراً كثيرة متفرقة يتبع بعضها بعضاً ، وقيل أبابيل أقاطيع كالإبل المؤبلة ، وقيل أبابيل جماعات في تفرقة قيل لا واحد لها من لفظها ، وقيل واحدها أبالة ، وقيل أبيل ، وقيل أبول مثل عجول قال ابن عباس : كانت طيراً لها خراطيم ، كخراطيم الطير ، وأكف كأكف الكلاب ، وقيل رؤوس كرؤوس السباع ، وقيل لها أنياب كأنياب السباع ، وقيل طير خضر لها مناقير صفر ، وقيل طير سود جاءت من قبل البحر فوجاً فوجاً مع كل طائر ثلاثة أحجار ، حجران في رجليه ، وحجر في منقاره لا تصيب شيئاً إلا هشمته ، ووجه الجمع بين هذه الأقاويل في اختلاف أجناس هذه الطير أنه كانت فيها هذه الصفات كلها فبعضها على ما حكاه ابن عباس ، وبعضها على ما حكاه غيره ، فأخبر كل واحد بما بلغه من صفاتها ، والله أعلم . قوله عزّ وجلّ : { ترميهم بحجارة } قال ابن مسعود : صاحت الطّير ، ورمتهم بالحجارة ، وبعث الله ريحاً ، فضربت بالحجارة ، فزادتها شدة ، فما وقع حجر منها على رجل إلا خرج من الجانب الآخر ، وإن وقع على رأسه خرج من دبره { من سجيل } قيل السّجيل اسم علم للدّيوان الذي كتب فيه عذاب الكفار ، واشتقاقه من الإسجال ، وهو الإرسال ، والمعنى ترميهم بحجارة من جملة العذاب المكتوب المدون بما كتب الله في ذلك الكتاب ، وقيل معناه من طين مطبوخ كما يطبخ الأجر ، وقيل سجيل حجر ، وطين مختلط ، وأصله سنك ، وكل فارسي معرب ، وقيل سجيل الشّديد . { فجعلهم كعصف مأكول } يعني كزرع وتبن أكلته الدّواب ، ثم راثته ، فيبس ، وتفرقت أجزاؤه شبه تقطع أوصالهم ، وتفرقها بتفرق أجزاء الرّوث ، وقيل العصف ورق الحنطة ، وهو التبن ، وقيل كالحب إذا أكل ، فصار أجوف وقال ابن عباس : هو القشر الخارج الذي يكون على حب الحنطة كهيئة الغلاف ، والله تعالى أعلم .