Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 96-99)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الذين يجعلون مع الله إلهاً آخر فسوف يعلمون } يعني إذا نزل بهم العذاب ففيه وعيد وتهديد . قوله سبحانه وتعالى { ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون } يعني بسبب ما يقولون ، وهو ما كانوا يسمعونه من الاستهزاء به ، والقول الفاحش والجبلة البشرية تأبى ذلك فيحصل عند سماع ذلك ضيق الصدر ، فعند ذلك أمره بالتسبيح والعبادة وهو قوله { فسبح بحمد ربك } قال ابن عباس : فصلِّ بأمر ربك { وكن من الساجدين } يعني من المتواضعين لله ، وقال الضحاك فسبح بحمد ربك قل سبحان الله وبحمده وكن من الساجدين يعني من المصلين روي أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ، قال بعض العارفين من المحققين : أن السبب في زوال الحزن عن القلب ، إذا أتى العبد بهذه العبادات أنه يتنور باطنه ويشرق قلبه ، وينفسح وينشرح صدره فعند ذلك يعرف قدر الدنيا وحقارتها فلا يلتفت إليها ، ولا يتأسف على فواتها فيزول الهم والغم والحزن عن قلبه . وقال بعض العلماء : إذا نزل بالعبد مكروه ففزع إلى الصلاة فكأنه يقول : يارب إنما يجب عليّ عبادتك سواء أعطيتني ما أحب أو كفيتني ما أكره ، فأنا عبدك وبين يديك فافعل بي ماتشاء . قوله تعالى { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } يعني الموت الموقن به الذي لا يشك فيه أحد ، والمعنى واعبد ربك في جميع أوقاتك ، ومدة حياتك حتى يأتيك الموت وأنت في عبادة ربك ، وهذا مثل قوله تعالى في سورة مريم { وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً } [ مريم : 31 ] روى البغوي بسنده عن جبير بن نفير قال : قال رسول الله صلى الله عليه سلم " ما أوحى الله إليّ أن أجمع المال وأكون من التاجرين ، ولكن أوحى إليّ أن سبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " وعن عمر قال : " نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مصعب بن عمير مقبلاً وعليه إهاب كبش قد تنطق به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انظروا إلى هذا الذي نور الله قلبه لقد رأيته بين أبويه يغذيانه بأطيب الطعام والشراب ولقد رأيت عليه حلة شراها ، أو قال : شريت له بمائتي درهم فدعاه حب الله ، وحب رسوله إلى ما ترون " " ذكره بغير سند والله أعلم بمراده وأسرار كتابه .