Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 65-69)

Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان } يعني بعبادة الأنبياء وأهل الفضل الصلاح لأنه لا يقدر على إغوائهم { وكفى بربك وكيلاً } أي حافظاً . والمعنى : أنه سبحانه وتعالى لما أمكن إبليس أن يأتي بما يقدر عليه من الوسوسة كان ذلك سبباً لحصول الخوف في قلب الإنسان ، قال تعالى { وكفى بربك وكيلاً } أي فالله سبحانه وتعالى أقدر منه وأرحم بعباده فهو يدفع عنهم كيد الشيطان ووساوسه ، ويعصمهم من إغوائه وإضلاله . وفي بعض الآثار أن إبليس لما خرج إلى الأرض قال : يا رب أخرجتني من الجنة لأجل آدم فسلطني عليه وعلى ذريته قال : أنت مسلط . قال : لا أستطيعه إلا بك فزدني . قال : استفزز من استطعت منهم الآية . فقال آدم : يا رب سلطت إبليس علي وعلى ذريتي وإني لا أستطيعه إلا بك قال : لا يولد لك ولد إلا وكلت به من يحفظه قال رب زدني قال الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها قال رب زدني قال : التوبة معروضة ما دام الروح في الجسد قال رب زدني فقال يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله الآية . وفي الخبر قال إبليس : يا رب بعثت أنبياء وأنزلت كتباً فما قراءتي ؟ قال : الشعر . قال : فما كتابي ؟ قال : الوشم ، قال : ومن رسلي ؟ قال الكهنة . قال : أي شيء مطعمي ؟ قال ما لم يذكر عليه اسمي قال فما شرابي قال كل مسكر قال : وأين مسكني ؟ قال الحمامات قال وأين مجلسي ؟ قال في الأسواق قال : وما حبائلي قال : النساء قال : وما أذاني ؟ قال المزمار . قوله { ربكم الذين يزجي } أي يسوق ويجري { لكم الفلك } أي السفن { في البحر لتبتغوا من فضله } أي لتطلبوا من رزقه بالأرباح في التجارة وغيرها { إنه كان بكم رحيماً } أي حيث يسر لكم هذه المنافع ، والمصالح وسهلها عليكم { وإذا مسكم الضر في البحر } أي الشدة وخوف الغرق في البحر { ضل من تدعون } أي ذهب من أوهامكم وخواطركم كل من تدعون في حوادثكم من الأصنام وغيرها { إلا إياه } أي أجاب دعاءكم لا تذكرون سواه ولا يخطر ببالكم غيره لأنه القادر على إعانتكم ونجاتكم { فلما نجاكم } أي أجاب دعاءكم وأنجاكم من هول البحر وشدته وأخرجكم { إلى البر أعرضتم } أي عن الإيمان والإخلاص والطاعة ، وكفرتم النعمة وهو قوله تعالى { وكان الإنسان كفوراً } أي جحوداً { أفأمنتم } أي بعد إنجائكم { أن يخسف بكم جانب البر } أي تغوره . والمعنى : أن الجهات كلها له ، وفي قدرته براً كان أو بحراً بل إن كان الغرق في البحر ففي جانب البر ما هو مثله وهو الخسف لأنه يغيب تحت الثرى كما أن الغرق يغيب تحت الماء { أو يرسل عليكم حاصباً } أي نمطر عليكم حجارة من السماء ، كما أمطرناها على قوم لوط { ثم لا تجدوا لكم وكيلاً } أي مانعاً وناصراً { أم أمنتم أن يعيدكم فيه } أي في البحر { تارة } أي مرة { أخرى فيرسل عليكم قاصفاً من الريح } قال ابن عباس : أي عاصفاً وهي الريح الشديدة . وقيل : الريح التي تقصف كل شيء من شجر وغيره { فيغرقكم بما كفرتم } أي بكفرانكم النعمة وإعراضكم حين أنجيناكم { ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعاً } التبيع المطالب . والمعنى : أنا نفعل ما نفعل بكم ثم لا تجدون لكم أحداً يطالبنا بما فعلنا انتصاراً لكم ودركاً للثأر من جهتنا . وقيل : معناه من يتبعنا بالإنكار علينا .