Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 49-61)

Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قال } يعني فرعون { فمن ربكما يا موسى } أي فمن إلهكما الذي أرسلكما { قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى } أي كل شيء يحتاجون إليه ويرتفقون به ، وقيل أعطى كل شيء صلاحه وهداه ، وقيل أعطى كل شيء صورته فخلق اليد للبطش والرجل للمشي واللسان للنطق والعين للنظر والأذن للسمع ثم هداه إلى منافعه من المطعم والمشرب والمنكح ، وقيل يعني جعل زوجة الرجل المرأة والبعير الناقة والفرس الرمكة وهي الحجرة والحمار الأتان ثم هدى ألهمه كيف يأتي الذكر الأنثى { قال } يعني فرعون { فما بال القرون الأولى } أي فما حال القرون الماضية والأمم الخالية مثل قوم نوح وعاد وثمود فإنها كانت تعبد الأوثان وتنكر البعث ، وإنما قال فرعون ذلك لموسى حين خوفهم مصارع الأمم الخالية فحينئذٍ قال فرعون فما بال القرون الأولى { قال } يعني موسى { علمها عند ربي } أي أعمالهم محفوظة عند الله يجازي بها ، وقيل إنما رد على موسى علم ذلك إلى الله تعالى لأنه لم يعلم ذلك لأن التوراة إنما نزلت بعد هلاك فرعون وقومه { في كتاب } يعني اللوح المحفوظ { لا يضل ربي } أي لا يخطىء وقيل لا يغيب عنه شيء { ولا ينسى } أي فيتذكر وقيل لا ينسى ما كان من أعمالهم حتى يجازيهم بها { الذي جعل لكم الأرض مهداً } أي فراشاً وقيل مهدها لكم { وسلك لكم فيها سبلاً } أي أدخل في الأرض لأجلكم طرقاً وسهلها لكم لتسلكوها { وأنزل من السماء ماء } يعني المطر ثم الأخبار عن موسى ثم قال الله تعالى { فأخرجنا به } أي بذلك الماء { أزواجاً } أي أصنافاً { من نبات شتى } أي مختلف الألوان والطعوم والمنافع فمنها ما هو للناس ومنها ما هو للدواب { كلوا وارعوا أنعامكم } أي أخرجنا أصناف النبات للانتفاع بالأكل والرعي { إن في ذلك } أي الذي ذكر { لآيات لأولي النهى } أي لذوي العقول ، قيل هم الذين ينتهون عما حرم الله عليهم { منها خلقناكم } أي من الأرض خلقنا آدم ، وقيل إن الملك ينطلق فيأخذ من التراب الذي يدفن فيه فيذره في النطفة فيخلق من التراب ومن النطفة { وفيها نعيدكم } أي عند الموت والدفن { ومنها نخرجكم تارة أخرى } أي يوم القيامة للبعث والحساب . قوله تعالى { ولقد أريناه } يعني فرعون { آياتنا كلها } يعني الآيات التسع التي أعطاها الله موسى { فكذب وأبى } يعني فرعون وزعم أنها سحر وأبى أن يسلم { قال } يعني فرعون { أجئتنا لتخرجنا من أرضنا } يعني مصر { بسحرك يا موسى } يريد أن تغلب على ديارنا فيكون لك الملك وتخرجنا منها { فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعداً } أي اضرب أجلاً وميقاتاً { لا نخلفه } لا نجاوزه { نحن ولا أنت مكاناً سوىً } أي مكاناً عدلاً وقال ابن عباس : نصفاً تستوي مسافة الفريقين إليه وقيل معناه سوى هذا المكان { قال } يعني موسى { موعدكم يوم الزينة } قيل كان يوم عيد لهم يتزينون فيه ويجتمعون في كل سنة وقيل هو يوم النيروز وقال ابن عباس يوم عاشوراء { وأن يحشر الناس ضحى } أي وقت الضحوة نهاراً جهاراً ليكون أبعد من الريبة { فتولى فرعون فجمع } يعني فرعون { كيده } يعني مكره وسحره وحيله { ثم أتى } يوم المعاد { قال لهم موسى } يعني للسحرة الذين جمعهم فرعون وكانوا اثنين وسبعين ساحراً مع كل ساحر حبل وعصا وقيل كانوا أربعمائة وقيل كانوا اثني عشر ألفاً { ويلكم لا تفتروا على الله كذباً فيسحتكم بعذاب } أي فيهلكنكم ويستأصلكم { وقد خاب من افترى } أي خسر من ادعى مع الله إلهاً آخر وقيل معناه خسر من كذب على الله تعالى .