Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 84-84)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فاستجبنا له } والشكوى إنما تكون إلى الخلق لا إلى الخالق بدليل قول يعقوب إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وقال سفيان بن عيينة : من أظهر الشكوى إلى الناس وهو راض بقضاء الله تعالى لا يكون ذلك جزعاً كما " روي أن جبريل عليه السلام دخل على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه فقال كيف تجدك ؟ قال : أجدني مغموماً وأجدني مكروباً " و " قال لعائشة حين قالت : وارأساه بل أنا وارأساه " قوله تعالى { فاستجبنا له } أي أجبنا دعاءه { فكشفنا ما به من ضر } وذلك أنه قال له { اركض برجلك } [ ص : 42 ] فركض برجله فنبعت عين ماء فأمره أن يغتسل منها ففعل فذهب كل داء كان بظاهره ثم مشى أربعين خطوة فأمره أن يضرب برجله الأرض مرة أخرى ففعل ، فنبع عين ماء بارد ، فأمره أن يشرب منها ، فشرب ، فذهب كل داء كان بباطنه فصار كأصح ما كان { وآتيناه أهله ومثلهم معهم } قال ابن مسعود وابن عباس وأكثر المفسرين : رد الله إليه أهله وأولاده بأعيانهم وأحياهم الله وأعطاه مثلهم معهم ، وهو ظاهر القرآن ، وعن ابن عباس رواية أخرى أن الله رد إلى المرأة شبابها فولدت له ستة وعشرين ذكراً . وقيل كان له سبع بني وسبع بنات . وعن أنس يرفعه أن كان له أندر للقمح وأندر للشعير فبعث الله سحابتين فأفرغت إحداهما على أندر القمح الذهب ، وأفرغت الأخرى على أندر الشعير الورق حتى فاضا . وروى أن الله تعالى بعث إليه ملكاً وقال له : إن ربك يقرئك السلام بصبرك فاخرج إلى أندرك ، فخرج إليه فأرسل الله عليه جراداً من ذهب فذهبت واحدة فأتبعها وردها إلى أندره فقال له الملك ما يكفيك ما أندرك ؟ فقال هذه بركة من بركات ربي ولا أشبع من بركاته خ عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بينما أيوب يغتسل عرياناً خر عليه جراد من ذهب فجعل أيوب يحثي في ثوبه فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى ؟ قال : بلى يا رب ولكني لا غنى لي عن بركتك " وقيل : أتى الله أيوب مثل أهله الذي هلكوا . قال عكرمة : قيل لأيوب إن أهلك في الآخرة فإن شئت عجلناهم لك في الدنيا ، وإن شئت كانوا لك في الآخرة وآتيناك مثلهم في الدنيا فقال : بل يكونون لي في الآخرة وأوتى مثلهم في الدنيا . فعلى هذا يكون معنى الآية { وآتيناه أهله } في الآخرة ومثلهم معهم في الدنيا وأراد بالأهل الأولاد { رحمة من عندنا } أي نعمة { وذكرى للعابدين } يعني عظة وعبرة لهم .