Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 72-88)

Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أم تسألهم } أي على ما جئتهم به { خرجاً } أي أجراً وجعلاً { فخراج ربك خير } أي ما يعطيك الله من رزقه وثوابه خير { وهو خير الرازقين } تقدم تفسيره { وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم } أي إلى دين الإسلام { وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط } أي عن دين الحق { لناكبون } أي لعادلون عنه ومائلون { ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر } أي قحط وجدوبة { للجوا } أي لتمادوا { في طغيانهم يعمهون } أي لم ينزعوا عنه { ولقد أخذناهم بالعذاب } وذلك أنّ النبيّ دعا على قريش أن يجعل الله عليهم سنين كسني يوسف فأصابهم القحط . فجاء أبو سفيان إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال أنشدك الله والرحم ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين فقال بلى فقال : إنهم قد أكلوا القد والعظام وشكا إليه الضر فادع الله أن يكشف عنا هذا القحط فدعا فكشف عنهم فأنزل الله هذه الآية { فما استكانوا لربهم } ما خضعوا وما ذلوا لربهم { وما يتضرعون } أي لم يتضرعوا إلى ربهم بل مضوا على تمردهم { حتى إذا فتحنا عليهم باباً ذا عذاب شديد } قال ابن عباس يعني القتل يوم بدر وقيل الموت وقيل هو قيام الساعة { إذا هم فيه مبلسون } أي آيسون من كل خير . قوله عزّ وجلّ { وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة } أي لتسمعوا بها وتبصروا وتعقلوا { قليلاً ما تشكرون } أي لم تشكروا هذه النعم { وهو الذي ذرأكم في الأرض } أي خلقكم { وإليه تحشرون } أي تبعثون { وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار } أي تدبير الليل والنهار في الزيادة والنقصان وقيل جعلهما مختلفين يتعاقبان ويختلفان في السواد والبياض { أفلا تعقلون } أي ما ترون من صنعه فتعتبروا { بل قالوا مثل ما قال الأولون } أي كذبوا كما كذب الأولون ، وقيل معناه أنكروا البعث مثل ما أنكر الأولون مع وضوح الأدلة { قالوا أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمبعوثون } أي لمحشورون قالوا ذلك على طريق الإنكار والتعجب { لقد وعدنا نحن } أي هذا الوعد { وآباؤنا هذا من قبل } أي وعد آباؤنا قوم ذكروا أنهم رسل الله فلم نر له حقيقة { إن هذا إلاّ أساطير الأولين } أي أكاذيب الأولين . قوله تعالى { قل } أي يا محمد لأهل مكة { لمن الأرض ومن فيها } من الخلق { إن كنتم تعلمون } أي خالقها ومالكها { سيقولون لله } أي لا بد لهم من ذلك لأنهم يقرون أنها مخلوقة لله { قل } أي قل لهم يا محمد إذا أقروا بذلك { أفلا تذكرون } أي فتعلموا أن من قدر على خلق الأرض ومن فيها ابتداء يقدر على إحيائهم بعد الموت { قل رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون } أي عبادة غيره وقيل معناه أفلا تحذرون عقابه { قل من بيده ملكوت كل شيء } أي ملك كل شيء { وهو يجير } أي يؤمن من يشاء { ولا يجار عليه } أي لا يؤمن من أخافه الله وقيل يمنع هو من يشاء من السوء ولا يمتنع منه من أراده بسوء { إن كنتم تعلمون } أي فأجيبوا .