Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 3-8)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لعلك باخع نفسك } أي قاتل نفسك { ألا يكونوا مؤمنين } أي إن لم يؤمنوا وذلك حين كذبه أهل مكة فشق عليه ذلك وكان يحرص على إيمانهم ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية { إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين } أي لو شاء الله لأنزل عليهم آية يذلون منها فلا يلوي أحد منهم عنقه إلى معصية الله سبحانه وتعالى . وقيل : معناه لو شاء الله لأراهم أمراً من أمره لا يعمل أحد منهم بعده معصية . فإن قلت : كيف صح مجيء خاضعين خبراً عن الأعناق . قلت أصل الكلام فظلوا لها خاضعين فأقحمت ا لأعناق لبيان الخضوع وترك الكلام على أصله أو لما وصفت بالخضوع الذي هو للعقلاء قيل خاضعين . وقيل : أعناق الناس رؤساؤهم ومقدموهم أي فظلت كبراؤهم لها خاضعين وقيل أراد بالأعناق الجماعات ، يقال جاء عنق من الناس أي جماعة . قوله تعالى { وما يأتيهم من ذكر من الرحمن } أي وعظ وتذكير { محدث } أي محدث إنزاله فهو محدث التنزيل وكلما نزل شيء من القرآن بعد شيء فهو أحدث من الأول { إلا كانوا عنه معرضين } أي عن الإيمان به { فقد كذبوا فسيأتيهم } أي فسوف يأتيهم { أنباء } أي أخبار وعواقب { ما كانوا به يستهزئون أولم يروا إلى الأرض } يعني المشركين { كم أنبتنا فيها } أي بعد أن لم يكن فيها نبات { من كل زوج كريم } أي جنس ونوع وصنف حسن من النبات مما يأكل الناس والأنعام ، قال الشعبي : الناس من نبات الأرض فمن دخل الجنة فهو كريم ومن دخل النار فهو لئيم { إن في ذلك } أي الذي ذكر { لآية } تدل على أنه واحد أي دلالة على كمال قدرتنا وتوحيدنا كما قيل : @ وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد @@ و { وما كان أكثرهم مؤمنين } أي سبق علمي فيهم أن أكثرهم لا يؤمنون ولا يصدقون .