Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 62-81)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قال } أي موسى لثقته وعد الله تعالى إياه { كلا } أي لن يدركونا { إن معي ربي سيهدين } يعني يدلني على طريق النجاة { فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق } أي فضربه فانشق { فكان كل فرق } أي قطعة من الماء { كالطود } أي الجبل { العظيم } قيل لما انتهى موسى ومن معه إلى البحر هاجت الرياح فصار البحر يرمي بموج كالجبال ، قال يوشع : يا كليم الله أين أمرت فقد غشينا فرعون من خلفنا ، والبحر أمامنا قال موسى ، ها هنا فخاض يوشع الماء لا يواري حافر دابته ، وقال : الذي يكتم إيمانه يا كليم الله أين أمرت قال : ها هنا فكبح فرسه فصكه بلجامه حتى طار الزبد من شدقه ، ثم أقحمه البحر فارتسب في الماء وذهب القوم يصنعون مثل ذلك فلم يقدروا فجعل موسى لا يدري كيف يصنع فأوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر فضربه فانفلق ، فإذا الرجل واقف على فرسه لم يبتل سرجه ولا لبده { وأزلفنا ثم الآخرين } يعني قربنا فرعون وجنوده إلى البحر وقدمناهم إلى الهلاك وقيل إن جبريل كان بين بني إسرائيل ، وبين قوم فرعون يقول لبني إسرائيل ليلحق آخركم أولكم ، ويقول للقبط رويداً ليلحق آخركم أولكم ، فكان بنو إسرائيل يقولون ما رأينا أحسن سياقة من هذا الرجل ، وكان قوم فرعون يقولون ما رأينا أحسن دعة من هذا الرجل { وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين } يعني أنه تعالى جعل البحر يبساً حتى خرج موسى وقومه ، منه وأغرق فرعون وقومه ، وذلك أنهم لما تكاملوا في البحر انطبق عليهم فأغرقهم { إن في ذلك لآية } يعني ما حدث في البحر من انفلاقه آية من الآيات العظام الدالة على قدرته ومعجزة لموسى عليه السلام { وما كان أكثرهم مؤمنين } يعني أهل مصر قيل : لم يؤمن منهم إلا آسية امرأة فرعون ، وحزقيل مؤمن آل فرعون ، ومريم ابنة مامويا التي دلت على قبر يوسف حين أخرجه موسى من البحر { وإن ربك لهو العزيز الرحيم } قوله تعالى { واتل عليهم نبأ إبراهيم إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون } يعني أي شيء تعبدون وإنما قال إبراهيم ذلك مع علمه بأنهم عبدة لأصنام ، ليريهم أن ما يعبدونه ليس من استحقاق العبادة في شيء { قالوا نعبد أصناماً فنظل لها عاكفين } يعني نقيم على عبادتها وإنما قالوا : نظل لأنهم كانوا يعبدونها بالنهار دون الليل { قال هل يسمعونكم } يعني يسمعون دعاءكم { إذ تدعون أو ينفعونكم } يعني بالرزق { أو يضرون } يعني إن تركتم عبادتهم وإذا كان كذلك ، فكيف يستحقون العبادة ؟ فلما لزمتهم الحجة القاطعة { قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون } المعنى أنها لا تسمع قولاً ولا تجلب نفعاً ولا تدفع ضراً ولكن اقتدينا بآبائنا في ذلك ، وفي الآية دليل على إبطال التقليد في الدين وذمه ومدح الأخذ بالاستدلال { قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون } أي الأولون { فإنهم عدو لي } أي أعداء لي وإنما وحده على إرادة الجنس . فإن قلت : كيف وصف الأصنام بالعداوة ؟ وهي جمادات لا تعقل . قلت : معناه فإنهم عدو لي يوم القيامة لو عبدتهم في الدنيا وقيل : إن الكفار لما عبدوها ونزلوها منزلة الأحياء العقلاء أطلق إبراهيم لفظ العداوة عليها وقيل : هو من المقلوب أراد فإني عدو لهم لأن من عاديته فقد عاداك { إلا رب العالمين } أي ولكن رب العالمين ، فإنه ربي ووليي وقيل إنهم كانوا يعبدون الأصنام مع الله تعالى فقال إبراهيم كل ما تعبدون أعداء لي إلا رب العالمين ثم وصف معبوده الذي يستحق العبادة فقال { الذي خلقني فهو يهدين } إلى طريق النجاة { والذي هو يطعمني ويسقين } أي يرزقني ويغذيني بالطعام والشراب { وإذا مرضت } أصابني مرض أضاف المرض إلى نفسه استعمالاً للأدب وإن كان المرض والشفاء من الله { فهو يشفين } أي يبرئني ويعافيني من المرض { والذي يميتني ثم يحيين } أي يميتني في الدنيا ثم يحييني في الآخرة .