Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 36-39)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فقال تعالى : { فلما جاء سليمان قال أتمدونن بمال فما آتاني الله } أي ما أعطاني من الدين والنبوة والحكمة والملك { خير } أي أفضل { مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون } معناه أنتم أهل مفاخرة ومكاثرة بالدنيا تفرحون بإهداء بعضكم إلى بعض ، وأما أنا فلا أفرح بالدنيا وليست الدنيا من حاجتي لأن الله قد أعطاني منها ما لم يعط أحداً ومع ذلك أكرمني بالدين والنبوة ، ثم قال للمنذر بن عمرو أمير الوفد { ارجع إليهم } أي بالهدية { فلنأتينهم بجنود لا قبل } أي لا طاقة { لهم بها ولنخرجنهم منها } أي من أرض سبأ { أذلة وهم صاغرون } أي إن لم يأتوني مسلمين قال وهب وغيره من أهل الكتاب : لما رجعت رسل بلقيس إليها أي من عند سليمان ، وبلغوها ما قال سليمان قالت والله لقد عرفت ما هذا بملك وما لنا به من طاقة . فبعثت إلى سليمان إني قادمة عليك بملوك قومي حتى أنظر ما أمرك ، وما الذي تدعو إليه من دينك ، ثم أمرت بعرشها فجعلته في آخر سبعة أبيات بعضها داخل بعض ثم أغلقت عليه سبعة أبواب ، ووكلت به حراساً يحفظونه ثم قالت لمن خلفت على ملكها احتفظ بما قبلك وسرير ملكي لا يخلص إليه أحد ، ثم أمرت منادياً ينادي في أهل مملكتها تؤذنهم بالرحيل ، وشخصت إلى سليمان في أثني عشر ألف قيل من ملوك اليمن كل قيل تحت يده ألوف كثيرة ، قال ابن عباس : وكان سليمان رجلاً مهيباً لا يبتدأ بشيء حتى يكون هو الذي يسأل عنه . فخرج يوماً فجلس على سريره فرأى رهجاً قريباً منه قال ما هذا ؟ قالوا : بلقيس قد نزلت منا بهذا المكان وكان على مسيرة فرسخ من سليمان فأقبل سليمان على جنوده { قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرضها قبل أن يأتوني مسلمين } قال ابن عباس يعني طائعين وقيل مؤمنين . قيل : غرض سليمان في إحضار عرشها ليريها قدرة الله تعالى وإظهار معجزة دالة على نبوته ، وقيل أراد أن ينكره ويغيره قبل مجيئها ليختبر بذلك عقلها وقيل : إن سليمان علم أنها إن أسلمت يحرم عليه مالها فأراد أن يأخذ سريرها قبل أن يحرم عليه أخذه لأنه أعجبه وصفه ، لما وصفه له الهدهد وقيل أراد أن يعرف قدر ملكها لأن السرير على قدر المملكة { قال عفريت من الجن } وهو المارد القوي ، وقال ابن عباس العفريت الداهية قال وهب : اسمه كوذي . وقيل : ذكوان . وقيل : هو صخر المارد وكان مثل الجبل يضع قدمه عند منتهى طرفه { أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك } أي مجلس قضائك قال ابن عباس : وكان له في الغداة مجلس يقضي فيه إلى متسع النهار وقيل نصفه { وإني عليه } أي على حمله { لقوي أمين } أي على ما فيه من الجواهر وغيرها قال سليمان : أريد أسرع من ذلك .