Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 30-40)

Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قال رب انصرني على القوم المفسدين } أي بتحقيق قولي إن العذاب نازل بهم . قوله عز وجل { ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى } أي من الله بإسحاق ويعقوب { قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية } أي قوم لوط والقرية سدوم { إن أهلها كانوا ظالمين قال } يعني إبراهيم إشفاقاً على لوط وليعلم حاله { إن فيها لوطاً قالوا } أي قالت الملائكة { نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين } أي من الباقين في العذاب { ولما أن جاءت رسلنا لوطاً سيء بهم } أي ظنهم من الإنس فخاف عليهم ومعناه أنه جاءه ما ساءه { وضاق بهم ذرعاً } أي عجز عن تدبير أمرهم فحزن لذلك { وقالوا لا تخف } أي من قومك { ولا تحزن } علينا { إنا منجوك وأهلك } أي إنا مهلكوهم ومنجوك وأهلك { إلا امرأتك كانت من الغابرين إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزاً } أي عذاباً { من السماء } قيل هو الخسف والحصب بالحجارة { بما كانوا يفسقون ولقد تركنا منها } أي من قريات لوط { آية بينة } أي عبرة ظاهرة { لقوم يعقلون } يعني أفلا يتدبرون الآيات تدبر ذوي العقول قال ابن عباس الآية البينة آثار منازلهم الخربة وقيل هي الحجارة التي أهلكوا بها أبقاها الله حتى أدركها أوائل هذه الأمة . وقيل هي ظهور الماء الأسود على وجه الأرض . قوله تعالى { وإلى مدين } أي وأرسلنا إلى مدين ومدين اسم رجل وقيل اسم المدينة فعلى القول الأول يكون المعنى وأرسلنا إلى ذرية مدين وأولاده وعلى القول الثاني وأرسلنا إلى أهل مدين { أخاهم شعيباً فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخرة } أي افعلوا فعل من يرجو اليوم الآخر وقيل معناه اخشوا اليوم الآخر وخافوه { ولا تعثوا في الأرض مفسدين فكذبوه فأخذتهم الرجفة } أي الزلزلة وذلك أن جبريل صاح فرجفت الأرض رجفة { فأصبحوا في دارهم جاثمين } أي باركين على الركب ميتين { وعاداً وثمود } أي وأهلكنا عاداً وثمود { وقد تبين لكم } يا أهل مكة { من مساكنهم } أي منازلهم بالحجر واليمن { وزين لهم الشيطان أعمالهم } أي عبادتهم لغير الله { فصدهم عن السبيل } أي عن سبيل الحق { وكانوا مستبصرين } أي عقلاء ذوي بصائر . وقيل كانوا معجبين في دينهم وضلالتهم يحسبون أنهم على هدى وهم على باطل وضلالة والمعنى أنهم كانوا عند أنفسهم مستبصرين { وقارون وفرعون وهامان } أي أهلكنا هؤلاء { ولقد جاءهم موسى بالبينات } أي بالدلالات الواضحات { فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين } أي فائتين من عذابنا { فكلاًّ أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً } وهم قوم لوط رموا بالحصباء وهي الحصى الصغار { ومنهم من أخذته الصيحة } يعني ثمود { ومنهم من خسفنا به الأرض } يعني قارون وأصحابه { ومنهم من أغرقنا } يعني قوم نوح وفرعون وقومه { وما كان الله ليظلمهم } أي بالهلاك { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } أي بالإشراك .