Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 148-160)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فآمنوا } يعني الذين أرسل إليهم يونس بعد معاينة العذاب { فمتعناهم إلى حين } أي إلى انقضاء آجالهم . قوله عز وجل : { فاستفتهم } أي فسل يا محمد أهل مكة وهو سؤال توبيخ { ألربك البنات ولهم البنون } وذلك أن جهينة وبني سلمة بن عبد الدار زعموا أن الملائكة بنات الله . والمعنى جعلوا لله البنات ولهم البنين وذلك باطل لأن العرب كانوا يستنكفون من البنات والشيء الذي يستنكف منه المخلوق كيف ينسب للخالق { أم خلقنا الملائكة إناثاً وهم شاهدون } أي حاضرون خلقنا إياهم { ألا إنهم من إفكهم } أي من كذبهم { ليقولون ولد الله } أي في زعمهم { وإنهم لكاذبون } أي فيما زعموا { أصطفى البنات } أي في زعمكم { على البنين } وهو استفهام توبيخ وتقريع { ما لكم كيف تحكمون } أي بالبنات لله ولكم بالبنين { أفلا تذكرون } أي أفلا تتعظون { أم لكم سلطان مبين } أي برهان بين على أن لله ولداً { فأتوا بكتابكم } يعني الذي لكم فيه حجة { إن كنتم صادقين } أي في قولكم { وجعلوا بينه وبين الجنة نسباً } قيل أراد بالجنة الملائكة سموا جنة لاجتنانهم عن الأبصار . قال ابن عباس هم حي من الملائكة يقال لهم الجن ومنهم إبليس قالوا هم بنات الله فقال لهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه فمن أمهاتهم قالوا سروات الجن . وقيل معنى النسب أنهم أشركوا في عبادة الله تعالى . وقيل هو قول الزنادقة الخير من الله والشر من الشيطان { ولقد علمت الجنة إنهم } يعني قائلي هذا القول { لمحضرون } أي في النار { سبحان الله عما يصفون } نزه الله تعالى نفسه عما يقولون { إلا عباد الله المخلصين } هذا استثناء من المحضرين والمعنى أنهم لا يحضرون .