Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 59-66)

Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ بلى قد جاءتك آياتي } يعني القرآن { فكذبت بها } أي قلت ليست من الله { واستكبرت } أي تكبرت عن الإيمان بها { وكنت من الكافرين ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله } أي زعموا أن له ولداً وشريكاً وقيل هم الذين يقولون الأشياء إلينا إن شئنا فعلنا وإن شئنا لم نفعل { وجوههم مسودة } قيل هو سواد مخالف لسائر أنواع السواد { أليس في جهنم مثوى للمتكبرين } أي عن الإيمان . قوله تعالى : { وينجي الله الذين اتقوا } أي الشرك { بمفازتهم } أي الطرق التي تؤديهم إلى الفوز والنجاة وقرئ بمفازاتهم أن ينجيهم بفوزهم بالأعمال الحسنة من النار { لا يمسهم السوء } أي لا يصيبهم المكروه { ولا هم يحزنون الله خالق كل شيء } أي مما هو كائن أو يكون في الدنيا والآخرة { وهو على كل شيء وكيل } أي إن الأشياء كلها موكولة إليه فهو القائم بحفظها { له مقاليد السموات والأرض } أي مفاتيح خزائن السموات والأرض واحدها مقلاد مثل مفتاح وقيل إقليد على غير قياس قيل هو فارسي معرب قال الراجز : @ لم يؤذها الديك بصوت تغريد ولم يعالج غلقها بإقليد @@ والمعنى أن الله تعالى مالك أمرها وحافظها وهو من باب الكناية لأن حافظ الخزائن ومدبر أمرها هو الله الذي يملك مقاليدها ، وقيل مقاليد السموات خزائن الرحمة والرزق والمطر ومقاليد الأرض النبات { والذين كفروا بآيات الله } أي جحدوا بآياته الظاهرة الباهرة { أولئك هم الخاسرون } قوله عز وجل : { قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون } وذلك أن كفار قريش دعوه إلى دين آبائه فوصفهم بالجهل لأن الدليل القاطع قد قام بأنه هو المستحق للعبادة فمن عبد غيره فهو جاهل { ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك } أي الذي عملته قبل الشرك ، وهذا خطاب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمراد به غيره لأن الله عز وجل عصم نبيه صلى الله عليه وسلم من الشرك وفيه تهديد لغيره { ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين } أي لإنعامه عليك .