Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 20-26)

Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ والله يقضي بالحق } أي يحكم بالعدل { والذين يدعون من دونه } يعني الأصنام { لا يقضون بشيء } لأنها لا تعلم شيئاً ولا تقدر على شيء { إن الله هو السميع } أي لأقوال الخلق { البصير } بأفعالهم { أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثاراً في الأرض } أي المعنى أن العاقل من اعتبر بغيره فإن الذين مضوا من الكفار كانوا أشد قوة من هؤلاء فلم تنفعهم قوتهم { فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق } أي يدفع عنهم العذاب { ذلك } أي ذلك العذاب الذي نزل بهم { بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب } قوله عز وجل : { ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا } يعني فرعون وقومه { اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه } قيل هذا القتل غير القتل الأول لأن فرعون كان قد أمسك عن قتل الوالدان فلما بعث موسى عليه الصلاة والسلام أعاد القتل عليهم فمعناه أعيدوا عليهم القتل { واستحيوا نساءهم } أي استحيوا النساء ليصدوهم بذلك عن متابعة موسى عليه الصلاة والسلام ومظاهرته { وما كيد الكافرين } أي وما مكر فرعون وقومه واحتيالهم { إلا في ضلال } أي يذهب كيدهم باطلاً ويحيق بهم ما يريده الله تعالى { وقال فرعون } أي لملئه { ذروني أقتل موسى } وإنما قال فرعون هذا لأنه كان في خاصة قومه من يمنعه من قتل موسى وإنما منعوه عن قتله لأنه كان فيهم من يعتقد بقلبه أنه كان صادقاً ، وقيل قالوا لا تقتله فإنه هو ساحر ضعيف فلا يقدر أن يغلب سحرنا وإن قتلته قالت العامة كان محقاً صادقاً وعجزوا عن جوابه فقتلوه { وليدع ربه } أي وليدع موسى ربه الذي يزعم أنه أرسله إلينا فيمنعه منا { إني أخاف أن يبدل دينكم } يعني يقول فرعون أخاف أن يغير دينكم الذي أنتم عليه { أو أن يظهر في الأرض الفساد } يعني بذاك تغيير الدين وتبديله وعبادة غيره .