Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 36-39)

Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ومن يعش } أي يعرض { عن ذكر الرحمن } أي فلم يخف عقابه ولم يرد ثوابه وقيل يول ظهره عن القرآن { نقيض له شيطاناً } أي نسبب له شيطاناً ونضمه إليه ونسلطه عليه { فهو له قرين } يعني لا يفارقه يزين له العمى ويخيل إليه أنه على الهدى { وإنهم } يعني الشياطين { ليصدونهم عن السبيل } يعني يمنعونهم عن الهدى { ويحسبون أنهم مهتدون } يعني ويحسب كفار بني آدم أنهم على الهدى { حتى إذا جاءنا } يعني الكافر وحدة وقرئ جاءنا على التثنية يعني الكافر وقرينه وقد جعلا في سلسلة واحدة { قال } الكافر لقرينه الشيطان { يا ليت بيني وبينك بُعد المشرقين } أي بعد ما بين المشرق والمغرب ، فغلب اسم أحدهما على الآخر كما يقال للشمس والقمر القمران ولأبي بكر وعمر العمران ، وقيل : أراد بالمشرقين مشرق الصيف ومشرق الشتاء ، والقول الأول أصح { فبئس القرين } يعني الشيطان قال أبو سعيد الخدري : إذا بعث الكافر زوج بقرينه من الشياطين فلا يفارقه حتى يصير إلى النار { ولن ينفعكم اليوم إذا ظلمتم } يعني أشركتم { أنكم في العذاب مشتركون } يعني لا ينفعكم الاشتراك في العذاب ولا يخفف عنكم شيئاً ، لأن كل واحد من الكفار والشياطين له الحظ الأوفر من العذاب وقيل لن ينفعكم الاعتذار والندم اليوم فأنتم وقرناؤكم اليوم مشتركون في العذاب كما كنتم مشتركين في الكفر .