Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 17-27)

Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ولقد فتنا قبلهم } أي قبل هؤلاء { قوم فرعون وجاءهم رسول كريم } يعني على الله وهو موسى بن عمران عليه السلام { أن أدوا إليّ عباد الله } يعني أطلقوا إلي بني إسرائيل ولا تعذبوهم { إني لكم رسول أمين } يعني على الوحي { وأن لا تعلوا على الله } يعني لا تتجبروا عليه بترك طاعته { إني آتيكم بسلطان مبين } يعني ببرهان بيِّن على صدق قولي فلما قال ذلك توعده بالقتل فقال { وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون } أن تقتلون وقال ابن عباس : تشتمون وتقولوا هو ساحر وقيل ترجموني بالحجارة { وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون } أي فاتركون لا معي ولا عليّ ، وقال ابن عباس : اعتزلوا أذاي باليد واللسان فلم يؤمنوا { فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون } أي مشركون { فأسر بعبادي ليلاً } أي أجاب الله دعاءه وأمره أن يسري ببني إسرائيل بالليل { إنكم متبعون } أي يتبعكم فرعون وقومه { واترك البحر } أي إذا قطعته أنت وأصحابك { رهواً } أي ساكناً والمعنى لا تأمره أن يرجع بل اتركه على حالته حتى يدخله فرعون وقومه ، وقيل اتركه طريقاً يابساً وذلك أنه لما قطع موسى البحر رجع ليضربه بعصاه ليلتئم وخاف أن يتبعه فرعون بجنوده فقيل لموسى اترك البحر كما هو { إنهم جند مغرقون } يعني أخبر موسى بإغراقهم ليطمئن قلبه في تركه البحر كما هو { كم تركوا } أي بعد الغرق { من جنات وعيون وزروع ومقام كريم } أي مجلس شريف حسن { ونعمة } أي وعيش لين رغد { كانوا فيها } أي في تلك النعمة { فاكهين } أي ناعمين وقرىء فكهين أي أشرين بطرين .