Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 50, Ayat: 19-24)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وجاءت سكرة الموت } أي غمرته وشدته التي تغشى الإنسان وتغلب على عقله { بالحق } أي بحقيقة الموت وقيل بالحق من أمر الآخرة حتى يتبينه الإنسان ويراه بالعيان وقيل بما يؤول إليه أمر الإنسان من السعادة والشقاوة { ذلك ما كنت منه تحيد } أي يقال لمن جاءته سكرة الموت : ذلك الذي كنت عنه تميل . وقيل : تهرب وقال ابن عباس : تكره { ونفخ في الصور } يعني نفخة البعث { ذلك يوم الوعيد } أي ذلك اليوم الذي وعد الله الكفار أن يعذبهم فيه { وجاءت } أي في ذلك اليوم { كل نفس معها سائق } أي يسوقها إلى المحشر { وشهيد } أي يشهد عليها بما عملت . قال ابن عباس : السائق من الملائكة والشاهد من أنفسهم الأيدي والأرجل فيقول الله تعالى لصاحب تلك النفس { لقد كنت في غفلة من هذا } أي من هذا اليوم في الدنيا { فكشفنا عنك غطاءك } أي الذي كان على قلبك وسمعك وبصرك في الدنيا { فبصرك اليوم حديد } أي قوي ثابت نافذ تبصر ما كنت تتكلم به في الدنيا . وقيل : ترى ما كان محجوباً عنك وقيل نظرك إلى لسان ميزانك حين توزن حسناتك وسيئاتك { وقال قرينه } يعني الملك الموكل به { هذا ما لدي } أي عندي { عنيد } أي معد محضر . وقيل : يقول الملك هذا الذي وكلتني به من بني آدم قد أحضرته وأحضرت ديوان عمله { ألقيا في جهنم } أي يقول الله تعالى لقرينه وقيل هذا أمر للسائق والشهيد { كل كفار } أي شديد الكفر { عنيد } أي عاص معرض عن الحق معاند لله فيما أمره به .