Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 31-37)

Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قل تربصوا } أي انتظروا بي الموت { فإني معكم من المتربصين } أي من المنتظرين حتى يأتي أمر الله فبكم فعذبوا يوم بدر بالقتل والسبي { أم تأمرهم أحلامم } أي عقولهم { بهذا } وذلك أن عظماء قريش كانوا يوصفون بالأحلام والعقول فأزرى الله بعقولهم حين لم تثمر لهم معرفة الحق من الباطل { أم هم قوم طاغون } أي يتجاوزون الحد في الطغيان والكفر { أم يقولون تقوله } أي اختلق القرآن من تلقاء نفسه والتقول التكلف ولا يستعمل إلا في الكذب والمعنى ليس الأمر كما زعموا { بل لا يؤمنون } أي بالقرآن استكباراً ثم ألزمهم الحجة فقال تعالى : { فليأتوا بحديث مثله } أي مثل القرآن في نظمه وحسنه وبيانه { إن كانوا صادقين } يعني إن محمد تقوله من قبل نفسه { أم خلقوا من غير شيء } . قال ابن عباس : من غير رب خالق . والمعنى : أم خلقوا من غير شيء خلقهم فوجدوا بلا خالق وذلك مما لا يجوز أن يكون لأن تعلق الخلق بالخالق من ضرورة الاسم فإن أنكروا الخالق لم يجز أن يوجدوا بلا خالق { أم هم الخالقون } أي لأنفسهم وذلك في البطلان أشد لأن ما لا وجود له كيف يخلق فإذا بطل الوجهان قامت الحجة عليهم بأن لهم خالقاً فليؤمنوا به وليوحدوه وليعبدوه وقيل : في معنى الآية : أخلقوا باطلاً فلا يحاسبون ولا يؤمرون ولا ينهون أم هم الخالقون أي لأنفسهم فلا يجب عليهم لله أمر { أم خلقوا السموات والأرض } يعني ليس الأمر كذلك { بل لا يوقنون } أي بالحق وهو توحيد الله تعالى وقدرته على البعث وأن الله تعالى هو خالقهم وخالق السموات والأرض فليؤمنوا به وليوقنوا أنه ربهم وخالقهم { أم عندهم خزائن ربك } يعني النبوة ومفاتيح الرسالة فيضعونها حيث شاؤوا وقيل : خزائن المطر والرزق { أم هم المسيطرون } أي المسلطون الجبارون . وقيل : الأرباب القاهرون فلا يكونون نتحت أمر ولا نهي ويفعلون ما يشاؤون .