Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 54, Ayat: 8-14)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مهطعين } مسرعين مادي أعناقهم مقبلين { إلى الداع } يعني إلى صوت الداعي وهو إسرافيل وقيل ناظرين إليه لا يقلعون بأبصارهم { يقول الكافرون هذا يوم عسر } أي صعب شديد وفيه إشارة إلى أن ذلك اليوم يوم شديد على الكافرين لا على المؤمنين . قوله تعالى : { كذبت قبلهم } أي قبل أهل مكة { قوم نوح فكذبوا عبدنا } يعني نوحاً { وقالوا مجنون وازدجر } أي زجروه على دعوته ومقالته بالشم والوعيد بقولهم { لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين } [ الشعراء : 116 ] { فدعا } يعني نوحاً { ربه } وقال { إني مغلوب } أي مقهور { فانتصر } أي فانتقم لي منهم { ففتحنا أبواب السماء } قيل هو على ظاهره وللسماء أبواب تفتح وتغلق ولا يستبعد ذلك لأنه قد صح في الحديث أن للسماء أبواباً . وقيل : هو على الاستعارة ، فإن الظاهر أن يكون المطر من السحاب { بماء منهمر } أي منصب انصباباً شديداً لم ينقطع أربعين يوماً { وفجرنا الأرض عيوناً } أي وجعلنا الأرض كلها عيوناً تسيل بالماء { فالتقى الماء } يعني ماء السماء وماء الأرض { على أمر قد قدر } أي قضى عليهم في أم الكتاب . وقيل قدر الله أن يكون الماءان سواء فكانا على ما قدر { وحملناه } يعني نوحاً { على ذات ألواح } يعني سفينة ذات ألواح . وأراد بالألواح ، خشب السفينة العريضة . { ودسر } هي المسامير التي تشد بها الألواح وقيل الدسر صدر السفينة . وقيل : هي عوارض السفينة وأضلاعها . وقيل : الألواح : جانبا السفينة ، والدسر : أصلها وطرفاها . { تجري } يعني السفينة { بأعيننا } يعني بمرأى منا . وقيل : بحفظنا . وقيل : بأمرنا { جزاء لمن كان كفر } يعني فعلنا ذلك به وبهم من إنجاء نوح وإغراق قومه ثواباً لنوح لأنه كان كفر به وجحد أمره . وقيل لمن بمعنى لما أي جزاء لما كان كفر من أيادي الله ونعمه عند الذين أغرقهم . وقيل : جزاء لما صنع بنوح وأصحابه .