Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 18-24)

Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يومئذ تعرضون } أي على الله تعالى للحساب { لا تخفى منكم خافية } أي فعلة خافية . والمعنى أنه تعالى عالم بأحوالكم لا يخفى عليه شيء منها وأن عرضكم يوم القيامة عليه ففيه المبالغة والتهديد ، وقيل معناه لا يخفى منكم يوم القيامة ما كان مخفياً في الدنيا فإنه يظهر أحوال الخلائق فالمحسنون يسرون بإحسانهم والمسيئون يحزنون بإساءتهم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات فأما عرضتان فجدال ومعاذير وأما العرضة الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله " أخرجه الترمذي وقال ولا يصح هذا الحديث من قبل أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة وقد رواه بعضهم عن الحسن عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم . قوله تعالى : { فأما من أوتي } أي أعطي { كتابه بيمينه فيقول هاؤم } أي تعالوا { اقرؤوا كتابيه } والمعنى له لما بلغ الغاية في السرور وعلم أنه من الناجين بإعطاء كتابه بيمينه أحب أن يظهر ذلك لغيره حتى يفرحوا له ، وقيل يقول ذلك لأهله وأقربائه { إني ظننت } أي عملت وأيقنت وإنما أجرى الظن مجرى العلم لأن الظن في الغالب يقوم مقام العلم في العادات والأحكام { أني ملاق حسابيه } أي في الآخرة والمعنى أني كنت في الدنيا أستيقن أني أحاسب في الآخرة { فهو في عيشة راضية } أي في حالة من لعيش مرضية وذلك بأنه لقي الثواب وأمن من العقاب { في جنة عالية } رفيعة { قطوفها دانية } أي ثمارها قريبة لمن يتناولها ينالها قائماً وقاعداً ومضطجعاً يقطفونها كيف شاؤوا { كلوا } أي يقال لهم كلوا { واشربوا هنيئاً بما أسلفتم } أي بما قدمتم لآخرتكم من الأعمال الصالحة { في الأيام الخالية } أي الماضية يريد أيام الدنيا .