Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 78, Ayat: 26-37)

Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ جزاء وفاقاً } أي جازيناهم جزاء وافق أعمالهم ، وقيل وافق العذاب الذنب فلا ذنب أعظم من الشرك ، ولا عذاب أعظم من النار . { إنهم كانوا لا يرجون حساباً } أي لا يخافون أن يحاسبوا ، والمعنى أنهم كانوا لا يؤمنون بالبعث ولا بأنهم يحاسبون { وكذبوا بآياتنا } أي التي جاءت بها الأنبياء ، وقيل كذبوا بدلائل التوحيد والنّبوة والبعث والحساب { كذاباً } ، أي تكذيباً قال الفراء هي لغة يمانية فصيحة يقولون في مصدر التفعيل فعال ، قال وقد سألني أعرابي منهم يستفتيني الحلق أحب إليك أم القصار يريد التقصير { وكل شيء } أي من الأعمال { أحصيناه } أي بيناه وأثبتناه { كتاباً } أي في كتاب وهو اللوح المحفوظ ، وقيل معناه وكل شيء علمناه علماً لا يزول ولا يتغير ولا يتبدل والمعنى أنا عالم بجميع ما فعلوه من خير وشر ، وأنا أجازيهم على قدر أعمالهم جزاء وفاقاً { فذوقوا } أي يقال لهم ذوقوا { فلن نزيدكم إلا عذاباً } قيل هذه الآية أشد آية في القرآن على أهل النار كلما استغاثوا من نوع من العذاب أغيثوا بأشد منه . قوله عز وجل : { إن للمتقين مفازاً } أي فوزاً أي نجاة من العذاب ، وقيل فوزاً بما طلبوه من نعيم الجنة ، ويحتمل أن يفسر الفوز بالأمرين جميعاً لأنهم فازوا بمعنى نجوا من العذاب ، وفازوا بما حصل لهم من النّعيم . ثم فسره قال { حدائق } جمع حديقة وهي البستان المحوط فيه كل ما يشتهون { وأعناباً } التنكير يدل على تعظيم ذلك العنب { وكواعب } جمع كاعب يعني جواري نواهد قد تكعبت ثديهن { أتراباً } يعني مستويات في السن { وكأساً دهاقاً } قال ابن عباس : مملوءة مترعة ، وقيل متتابعة ، وقيل صافية { لا يسمعون فيها } أي في الجنة ، وقيل في حالة شربهم لأن أهل الدنيا يتكلمون بالباطل في حالة شربهم { لغواً } أي باطلاً من الكلام { ولا كذاباً } أي تكذيباً والمعنى أنه لا يكذب بعضهم بعضاً ولا ينطقون به { جزاء من ربك عطاء حساباً } أي جازاهم جزاء وأعطاهم عطاء حساباً أي كافياً وافياً ، وقيل حساباً يعني كثيراً ، وقيل جزاء بقدر أعمالهم { رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطاباً } أي لا يقدر الخلق أن يكلموا الرب إلا بإذنه ، وقيل لا يملكون منه خطاباً أي لا يملكون شفاعة إلا بإذنه في ذلك اليوم .