Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 84, Ayat: 8-17)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فسوف يحاسب حساباً يسيراً } سوف من الله واجب والحساب اليسير هو أن تعرض عليه أعماله ، فيعرف بالطاعة ، والمعصية ثم يثاب على الطاعة ، ويتجاوز له عن المعصية فهذا هو الحساب اليسير لأنه لا شدة فيه على صاحبه ، ولا مناقشة ولا يقال له لم فعلت هذا ولا يطالب بالعذر فيه ، ولا الحجة عليه فإنه متى طولب بذلك لم يجد عذراً ، ولا حجة فيفتضح ق عن ابن أبي مليكة أن عائشة كانت لا تسمع شيئاً لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من حوسب عذب قال : فقلت ، أوليس يقول الله عز وجل فسوف يحاسب حساباً يسيراً قالت فقال إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب عذب . { وينقلب إلى أهله } يعني في الجنة من الحور العين والآدميات { مسروراً } أي بما أوتي من الخير والكرامة { وأما من أوتي كتابه وراء ظهره } يعني أنه تغل يده اليمنى إلى عنقه ، وتجعل يده اليسرى وراء ظهره ، فيعطى كتابه بشماله من وراء ظهره ، وقيل تخلع يده الشّمال فتخرج من وراء ظهره فيعطي بها كتابه { فسوف يدعوا ثبوراً } يعني عند إعطائه كتابه بشماله من وراء ظهره يعلم أنه من أهل النّار فيدعو بالويل والهلاك ، فيقول يا ويلاه يا ثبوراه { ويصلى سعيراً } أي ويقاسي التهاب النّار وحرها { إنه كان في أهله } يعني في الدنيا { مسروراً } يعني باتباع هواه وركوب شهواته { إنه ظن أن لن يحور } أي لن يرجع إلينا ولن يبعث والحور الرجوع { بلى } ليس الأمر كما ظن بل يحور إلينا ، ويبعث ويحاسب { إن ربه كان به بصيراً } أي من يوم خلقه إلى أن يبعث قوله عز وجل : { فلا أقسم بالشفق } تقدم الكلام { لا أقسم } في سورة القيامة . وأما الشّفق فقال مجاهد : هو النهار كله وحجته في ذلك أنه عطف عليه فيجب أن يكون المذكور أولاً هو النهار فعلى هذا الوجه يكون القسم باللّيل والنهار اللذين فيهما معاش العالم وسكونه ، وقيل هو ما بقي من النّهار وقال ابن عباس ، وأكثر المفسرين : هو الحمرة التي تبقى في الأفق بعد غروب الشّمس ، وهو مذهب عامة العلماء ، وقيل هو البياض الذي يعقب تلك الحمرة وهو مذهب أبي حنيفة { واللّيل وما وسق } أي جمع وضم ما كان منتشراً بالنهار من الخلق والدواب والهوام وذلك أن اللّيل إذا أقبل أوى كل شيء إلى مأواه ، وقيل وما عمل فيه ويحتمل أن يكون ذلك تهجد العباد ، فيجوز أن يقسم به .