Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 87, Ayat: 5-14)

Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فجعله } يعني المرعى بعد الخضرة { غثاء } أي هشيماً يابساً بالياً كالغثاء الذي تراه فوق السيل . { أحوى } أي أسود بعد الخضرة ، وذلك أن الكلأ إذا جف ويبس سود . قوله عزّ وجلّ : { سنقرئك } أي نعلمك القرآن بقراءة جبريل عليك . { فلا تنسى } يعني ما يقرأ عليك ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل جبريل بالوحي ، لم يفرغ من آخر الآية حتى يتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأولها ، مخافة أن ينساها ، فأنزل الله تعالى { سنقرئك فلا تنسى } فلم ينس شيئاً بعد ذلك { إلا ما شاء الله } يعني أن تنساه وهو ما نسخ الله تعالى تلاوته من القرآن ورفعه من الصدور ، وقيل معناه إلا ما شاء الله أن تنساه ، ثم تذكره بعد ذلك ، كما صح من حديث عائشة رضي الله عنها . قال : " سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يقرأ في سورة بالليل فقال يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا ، آية كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا " وفي رواية " كنت أسقطتهن من سورة كذا " أخرجاه في الصحيحين ، وقيل هذا الاستثناء لم يقع ، ولم يشأ الله أن ينسيه شيئاً . { إنه يعلم الجهر } يعني من القول والفعل . { وما يخفى } يعني منهما والمعنى ، أنه تعالى يعلم السر والعلانية . { ونيسرك لليسرى } أي نهون عليك أن تعمل خيراً ونسهله عليك حتى تعمله ، وقيل نوفقك للشريعة اليسرى وهي الحنيفية السمحة ، وقيل هو متصل بالكلام الأول ، والمعنى إنه يعلم الجهر مما تقرؤوه على جبريل إذا فرغ من التلاوة ، وما يخفى مما تقرؤه في نفسك مخافة النسيان ، ثم وعده فقال : ونيسرك لليسرى أي نهون عليك الوحي حتى تحفظه ، ولا تنساه . { فذكر } أي فعظ بالقرآن . { إن نفعت الذكرى } أي مدة نفع الموعظة ، والتذكير ، والمعنى عظ أنت ، وذكر أن نفعت الذكرى ، أو لم تنفع ، إنما عليك البلاغ . { سيذكر من يخشى } أي سيتعظ من يخشى الله تعالى . { ويتجنبها } أي الذكرى ويتباعد عنها . { الأشقى } أي في علم الله تعالى ، { الذي يصلى النار الكبرى } أي النار العظيمة الفظيعة ، وقيل النار الكبرى هي نار الآخرة ، والنار الصغرى هي نار الدنيا { ثم لا يموت فيها } أي في النار فيستريح { ولا يحيى } أي حياة طيبة تنفعه . قوله عزّ وجلّ : { قد أفلح من تزكى } أي تطهّر من الشرك وقال لا إله إلا الله قاله ابن عباس : وقيل قد أفلح من كان عمله زاكياً ، وقيل هو صدقة الفطر ، روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في قوله : { قد أفلح من تزكى } قال : أعطى صدقة الفطر .