Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 90, Ayat: 12-17)

Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وما أدراك ما العقبة } أي وما أدراك ما اقتحام العقبة { فك رقبة } يعني عتق الرقبة وهو إيجاب الحرية لها ، وإبطال الرق ، والعبودية عنها ، وذلك بأن يعتق الرجل الرّقبة التي في ملكه ، أو يعطي مكاتباً ما يصرفه في فكاك رقبته ومن أعتق رقبة كانت فداءه من النار ق عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منها عضواً منه من النار حتى فرجه بفرجه " وروى البغوي بسنده عن البراء بن عازب قال : " جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني عملاً يدخلني الجنة قال لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسالة أعتق النّسمة ، وفك الرّقبة قال أوليسا واحداً قال لا عتق النسمة أن تنفرد بعتقها ، وفك الرقبة أن تعين في ثمنها والمنحة الوكوف والفيء على ذي الرحم الظّالم ، فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسق الظّمآن وأمر بالمعروف وانه عن المنكر ، فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من خير " وقيل في معنى الآية وفك رقبة من رق الذّنوب بالتّوبة وبما يتكلفه من العبادات ، والطاعات التي يصير بها إلى رضوان الله ، والجنة فهي الحرية الكبرى ويتخلص بها من النار { أو إطعام في يوم ذي مسغبة } أي في يوم ذي مجاعة والسغب الجوع { يتيماً ذا مقربة } أي ذا قرابة يريد يتيماً بينك وبينه قرابة { أو مسكيناً ذا متربة } يعني قد لصق بالتراب من فقره وضره وقال ابن عباس : هو المطروح في التّراب لا يقيه شيء والمتربة الفقر ، ثم بين أن هذه القرب لا تنفع إلا مع الإيمان بقوله { ثم كان من الذين آمنوا } والمعنى أنه كان مؤمناً تنفعه هذه القرب ، وكان مقتحماً العقبة ، وإن لم يكن مؤمناً لا تنفعه هذه القرب ولا يقتحم العقبة { وتواصوا بالصبر } يعني وصى بعضهم بعضاً على الصبر على أداء الفرائض ، وجميع أوامر الله ونواهيه . { وتواصوا بالمرحمة } أي برحمة الناس وفيه الإشارة إلى تعظيم أمر الله والشفقة على خلق الله .