Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 91, Ayat: 9-14)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قد أفلح من زكاها } المعنى لقد أفلح من زكاها أي فازت وسعدت نفس زكاها الله أي أصلحها وطهرها من الذّنوب ، ووفقها للطاعة . { وقد خاب من دساها } أي خابت وخسرت نفس أضلها الله تعالى ، وأفسدها ، وأصله من دس الشّيء إذا أخفاه فكأنه سبحانه وتعالى أقسم بأشرف مخلوقاته على فلاح من طهره ، وزكاه ، وخسارة من خذله ، وأضله حتى لا يظن أحد أنه يتولى تطهير نفسه ، أو إهلاكها بالمعصية من غير قدر متقدم وقضاء سابق م عن زيد بن أرقم قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " اللّهم إني أعوذ بك من العجز ، والكسل ، والبخل ، والهرم وعذاب القبر ، اللّهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ، ومولاها ، اللّهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ، ومن دعوة لا يستجاب لها " . قوله عز وجل { كذبت ثمود } وهم قوم صالح عليه الصّلاة والسّلام { بطغواها } أي بطغيانها وعدوانها ، والمعنى أن الطغيان حملهم على التكذيب حتى كذبوا { إذا انبعث أشقاها } أي قام وأسرع وذلك أنهم لما كذبوا بالعذاب ، وكذبوا صالحاً انبعث أشقى القوم وهو قدار بن سالف ، وكان رجلاً أشقر أزرق العين قصيراً فعقر الناقة ق " عن عبد الله بن زمعة " أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وذكر الناقة ، والذي عقرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا انبعث أشقاها انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في أهله مثل أبي زمعة " " لفظ البخاري قوله عارم أي شديد ممتنع . قوله تعالى : { فقال لهم رسول الله } يعني صالحاً عليه الصّلاة والسّلام { ناقة الله } أي ذروا ناقة الله وإنما قال لهم ذلك لما عرف منهم أنهم قد عزموا على عقرها وإنما أضافها إلى الله تعالى لشرفها كبيت الله . { وسقياها } أي وشربها ولا تتعرضوا للماء يوم شربها { فكذبوه } يعني صالحاً { فعقروها } يعني الناقة { فدمدم عليهم ربهم } أي فدمر عليهم ربهم وأهلكهم والدمدمة هلاك استئصال ، وقيل دمدم أي أطبق عليهم العذاب طبقاً حتى لم ينفلت منهم أحد { بذنبهم } أي فعلنا ذلك بهم بسبب ذنبهم ، وهو تكذيبهم صالحاً عليه الصّلاة والسّلام وعقرهم الناقة { فسواها } أي فسوى الدّمدمة عليهم جميعاً وعمهم بها ، وقيل معناه فسوى بين الأمة وأنزل بصغيرهم ، وكبيرهم ، وغنيهم وفقيرهم العذاب ، { ولا يخاف عقباها } أي لا يخاف الله تبعة من أحد في هلاكهم كذا قال ابن عباس : وقيل هو راجع إلى العاقر والمعنى لا يخاف العاقر عقبى ما قدم عليه من عقر الناقة ، وقيل هو راجع إلى صالح عليه الصّلاة والسّلام والمعنى لا يخاف صالح عاقبة ما أنزل الله بهم من العذاب أن يؤذيه أحد بسبب ذلك والله أعلم .