Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 92, Ayat: 1-5)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { واللّيل إذا يغشى } أي يغشى النّهار بظلمته فيذهب الله بضوئه . أقسم الله تعالى بالليل لأنه سكن لكافة الخلق يأوى فيه كل حيوان إلى مأواه ، ويسكن عن الاضطراب ، والحركة ، ثم أقسم بالنهار بقوله { والنهار إذا تجلى } أي بان وظهر بعد الظلمة لأن فيه حركة الخلق في طلب الرزق { وما خلق الذكر والأنثى } أي ومن خلق فعلى هذا يكون أقسم بنفسه تعالى ، والمعنى والقادر العظيم الذي قدر على خلق الذكر ، والأنثى من ماء واحد إن أريد به جنس الذكر والأنثى ، وقيل هما آدم وحواء ، وإنما أقسم بهما لأنه تعالى ابتدأ خلق آدم من طين وخلق منه حواء من غير أم وجواب القسم قوله تعالى : { إن سعيكم لشتى } أي إن أعمالكم لمختلفة فساع في فكاك نفسه ، وساع في عطبها روى أبو مالك الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها " قوله موبقها أي مهلكها . قوله تعالى : { فأما من أعطى } أي أنفق ماله في سبيل الله عز وجل : { واتقى } أي ربه ، وفيه إشارة إلى الاحتراز عن كل ما لا ينبغي .