Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 93, Ayat: 3-5)
Tafsir: Lubāb at-taʾwīl fī maʿānī at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ما ودعك ربك وما قلى } وقيل إن المرأة المذكورة في الحديث المتفق عليه هي أم جميل امرأة أبي لهب . القول الثاني : قال المفسرون : سألت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرّوح ، وعن ذي القرنين ، وأصحاب الكهف ، فقال سأخبركم غداً ، ولم يقل إن شاء الله فاحتبس الوحي عليه . القول الثالث : قال زيد بن أسلم : كان سبب احتباس الوحي ، وجبريل عنه أن جروا كان في بيته ، فلما نزل عليه عاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم على إبطائه فقال إنا لا ندخل بيتاً فيه كلب ولا صورة . واختلفوا في مدة احتباس الوحي عنه ، فقيل اثنا عشر يوماً وقال ابن عباس : خمسة عشر يوماً ، وقيل أربعون يوماً فلما نزل جبريل عليه الصلاة والسلام قال النبي صلى الله عليه وسلم " يا جبريل ما جئت حتى اشتقت إليك " فقال جبريل : إني كنت إليك أشد شوقاً ، ولكني عبد مأمور . ونزل { وما نتنزل إلا بأمر ربك } [ مريم : 64 ] وأنزل الله هذه السّورة قوله عز وجل : { والضحى } [ الضحىٰ : 1 ] قيل أراد به النهار كله بدليل أنه قابله باللّيل كله في قوله ، { واللّيل إذا سجى } [ الضحىٰ : 2 ] ، وقيل وقت الضحى وهي السّاعة التي فيها ارتفاع الشّمس واعتدال النهار في الحر والبرد في الصيف والشتاء . { والليل إذا سجى } [ الضحىٰ : 2 ] قال ابن عباس أقبل بظلامه وعنه إذا ذهب وقيل معناه غطى كل شيء بظلامه ، وقيل معناه سكن فاستقر ظلامه فلا يزاد بعد ذلك ، وهذا قسم أقسم الله تعالى بالضحى والليل إذا سجى وجواب القسم قوله تعالى : { ما ودعك ربك وما قلى } أي ما تركك ربك منذ اختارك ولا أبغضك منذ أحبك ، وإنما قال قلى ولم يقل قلاك لموافقة رؤوس الآي ، وقيل معناه وما قلى أحداً من أصحابك ومن هو على دينك إلى يوم القيامة . { وللآخرة خير لك من الأولى } أي الذي أعطاك ربك في الآخرة خير لك وأعظم من الذي أعطاك في الدّنيا ، وروى البغوي بسنده عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنا أهل البيت اختار الله لنا الآخرة على الدّنيا " { ولسوف يعطيك ربك فترضى } قال ابن عباس هي الشفاعة في أمته حتى يرضى م عن عبد الله بن عمرو بن العاص " أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه وقال : اللّهم أمتي أمتي وبكى فقال الله عز وجل يا جبريل اذهب إلى محمد ، واسأله ما يبكيك ، وهو أعلم فأتى جبريل ، وسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم ، فقال الله يا جبريل اذهب إلى محمد وقل له إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك " ق عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته وإني اختبأت دعوتي شفاعتي لأمتي يوم القيامة فهي نائلة إن شاء الله تعالى من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً " عن عوف بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أتاني آت من عند ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشّفاعة فاخترت الشّفاعة ، فهي نائلة إن شاء الله تعالى من مات لا يشرك بالله شيئاً " أخرجه التّرمذي قال حرب بن شريح سمعت جعفر بن محمد بن علي يقول إنكم يا معشر أهل العراق تقولون أرجى آية في القرآن { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله } [ الزمر : 53 ] وإنا أهل البيت نقول أرجى آية في كتاب الله { ولسوف يعطيك ربك فترضى } وقيل في معنى الآية ولسوف يعطيك ربك من الثواب فترضى ، وقيل من النصر والتّمكين وكثرة المؤمنين فترضى وحمل الآية على ظاهرها من خيري الدّنيا ولآخرة معاً أولى ، وذلك أن الله تعالى أعطاه في الدّنيا النصر الظفر على الأعداء وكثرة الأتباع ، والفتوح في زمنه ، وبعده إلى يوم القيامة وأعلى دينه وإن أمته خير الأمم ، وأعطاه في الآخرة الشّفاعة العامة ، والخاصة ، والمقام المحمود وغير ذلك ، مما أعطاه في الدّنيا والآخرة ثم أخبر عن حاله صغيراً وكبيراً قبل الوحي وذكر نعمه عليه وإحسانه إليه . فقال عز وجل : { ألم يجدك يتيماً فآوى … } .