Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 26-26)

Tafsir: al-Baḥr al-muḥīṭ

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

رهقه غشيه ، وقيل : لحقه ومنه . ولا ترهقني من أمري عسراً ، ورجل مرهق يغشاه الأضياف . وقال الأزهري : الرهق اسم من الإرهاق ، وهو أن يحمل الإنسان على نفسه ما لا يطيق . يقال : أرهقته أن يصلي إذا أعجلته عن الصلاة . وقيل : أصل الرهق المقاربة ، يقال : غلام مراهق أي قارب الحلم . وفي الحديث : " أرهقوا القبلة " أي ادنوا منها . ويقال : رهقت الكلاب الصيد إذا لحقته ، وأرهقنا الصلاة أخرناها حتى تدنو من الأخرى . القتر والقترة الغبار الذي معه سواد ، وقال ابن عرفة : الغبار . وقال الفرزدق : @ متوج برداء الملك يتبعه موج ترى فوقه الرايات والقترا @@ أي غبار العسكر . وقال ابن بحر : أصل القتر دخان النار ، ومنه قتار القدر انتهى . ويقال : القتر بسكون التاء الشأن والأمر ، وجمعه شؤون . وأصله الهمز بمعنى القصد من شأنت شأنه إذا قصدت قصده . عزب يعزب ويعزب بكسر الزاي وضمها غاب حتى خفي ، ومنه الروض العازب . وقال أبو تمام : @ وقلقل نأى من خراسان جأشها فقلت اطمئني أنضر الروض عازبه @@ وقيل للغائب عن أهله عازب ، حتى قالوه لمن لا زوجة له . { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون } : أحسنوا قال ابن عباس : ذكروا كلمة لا إله إلا الله . وقال الأصم : أحسنوا في كل ما تعبدوا به أي : أتوا بالمأمور به كما ينبغي ، واجتنبوا المنهى . وقيل : أحسنوا معاملة الناس . وروي أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أحسنوا العمل في الدنيا " وفي الصحيح : " ما الإحسان ؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإنْ لم تكن تراه فإنه يراك " وعن عيسى عليه السلام : " ليس الإحسان أن تحسن إلى من أحسن إليك ذلك مكافأة ، ولكنّ الإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك " . والحسنى قال الأكثرون : هي الجنة ، وروي ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولو صح وجب المصير إليه . وقال الطبري : الحسنى عام في كل حسن ، فهو يعم جميع ما قيل ووعد الله في جميعها بالزيادة ، ويؤيد ذلك أيضاً قوله : أولئك أصحاب الجنة . ولو كان معنى الحسنى الجنة لكان في القول تكرير في المعنى . وقال عبد الرحمن بن سابط : هي النضرة . وقال ابن زيد : الجزاء في الآخرة . وقيل : الأمنية ذكره ابن الأنباري . وقال الزمخشري : المثوبة الحسنى وزيادة ، وما يزيد على المثوبة وهو التفضل ، ويدل عليه قوله تعالى : { ويزيدهم من فضله } [ النساء : 173 ] وعن علي : الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة . وعن ابن عباس : الحسنى الحسنة والزيادة عشرة أمثالها . وعن الحسن : عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف . وعن مجاهد : الزيادة مغفرة من الله ورضوان . وعن زياد بن شجرة : الزيادة أنّ تمر السحابة بأهل الجنة فتقول : ما تريدون أن أمطركم ؟ فلا يريدون شيئاً إلا أمطرتهم . وزعمت المشبهة والمجبرة أن الزيادة النظر إلى وجه الله تعالى ، وجاءت بحديث موضوع : " إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا يا أهل الجنة ، فيكشفون الحجاب ، فينظرون إليه ، فوالله ما أعطاهم الله تعالى شيئاً هو أحب إليهم منه " انتهى . أما تفسيره أولاً ونقله عمن ذكر تفسير الزيادة فهو نص الجبائي ونقله ، وأما قوله : وجاءت بحديث موضوع فليس بموضوع ، بل خرجه مسلم في صحيحه عن صهيب ، والنسائي عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وخرجه ابن المبارك في دقائقه موقوفاً على أبي موسى وقال : بأن الزيادة هي النظر إلى الله تعالى ، أبو بكر الصديق ، وعلي بن أبي طالب ، في رواية وحذيفة ، وعبادة بن الصامت ، وكعب بن عجرة ، وأبو موسى ، وصهيب ، وابن عباس في رواية ، وهو قول جماعة من التابعين . ومسألة الرؤية يبحث فيها في أصول الدين . قال مجاهد : أراد ولا يلحقها خزي ، والخزي يتغير به الوجه ويسود . قال ابن ابن عباس : والذلة الكآبة . وقال غيره : الهوان . وقيل : الخيبة نفي عن المحسنين ما أثبت للكفار من قوله : { وترهقهم ذلة } [ يونس : 27 ] وقوله : { عليها غبرة * ترهقها قترة } [ عبس : 40 - 41 ] وكنى بالوجه عن الجملة لكونه أشرفها ، ولظهور أثر السرر والحزن فيه . وقرأ الحسن ، وأبو رجاء ، وعيسى بن عمر ، والأعمش : قتر بسكون التاء ، وهي لغة كالقدر ، والقدر وجعلوا أصحاب الجنة لتصرفهم فيها كما يتصرف الملاك على حسب اختيارهم .