Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 74-76)

Tafsir: al-Baḥr al-muḥīṭ

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

والفعل راع يروع قال : @ ما راعني إلا حمولة أهلها وسط الديار نسف حب الخمخم @@ وقال النابغة : @ فارتاع من صوت كلاب فبات له طوع الشوامت من خوف ومن صرد @@ والروع بضم الراء النفس ، لأنها موضع الروع . { فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط إن إبراهيم لحليم أوّاه منيب . يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود } : الروع الخيفة التي كان أو جسها في نفسه حين نكر أضيافه ، والمعنى : اطمأن قلبه بعلمه أنّهم ملائكة . والبشرى تبشيره بالولد ، أو بأنَّ المراد بمجيئهم غيره . وجواب لما محذوف كما حذف في قوله : { فلما ذهبوا به } [ يوسف : 15 ] وتقديره : اجترأ على الخطاب اذ فطن للمجادلة ، أو قال : كيت وكيت . ودل على ذلك الجملة المستأنفة وهي يجادلنا ، قال معناه الزمخشري . وقيل : الجواب يجادلنا وضع المضارع موضع الماضي ، أي جادلنا . وجاز ذلك لوضوح المعنى ، وهذا أقرب الأقوال . وقيل : يجادلنا حال من إبراهيم ، وجاءته حال أيضاً ، أو من ضمير في جاءته . وجواب لما محذوف تقديره : قلنا يا إبراهيم أعرض عن هذا ، واختار هذا التوجيه أبو علي . وقيل : الجواب محذوف تقديره : ظل أو أخذ يجادلنا ، فحذف اختصاراً لدلالة ظاهر الكلام عليه . والمجادلة قيل : هي سؤاله العذاب واقع بهم لا محالة ، أم على سبيل الإخافة ليرجعوا إلى الطاعة . وقيل : تكلماً على سبيل الشفاعة ، والمعنى : تجادل رسلنا . وعن حذيفة انهم لما قالوا له : إنا مهلكوا أهل هذه القرية قال : أرأيتم ان كان فيها خمسون من المسلمين ، أتهكلونها ؟ قالوا : لا ، قال : فأربعون ؟ قالوا : لا . قال : فثلاثون ؟ قالوا : لا ، قال : فعشرون ؟ قالوا : لا . قال : فإن كان فيهم عشرة أو خمسة شك الراوي ؟ قالوا : لا . قال : أرأيتم إن كان فيها رجل . واحد من المسلمين أتهلكونها ؟ قالوا : لا ، فعند ذلك قال : إنَّ فيها لوطاً ، قالوا : نحن أعلم بمن فيها ، لننجينه وأهله . وكان ذلك من إبراهيم حرصاً على إيمان قوم لوط ونجاتهم ، وكان في القرية أربعة آلاف ألف إنسان وتقدم تفسير حليم وأواه ومنيب . يا إبراهيم أي : قالت الملائكة ، والاشارة بهذا إلى الجدال والمحاورة في شيء مفروغ منه ، والأمر ما قضاه وحكم به من عذابه الواقع بهم لا محالة . ولا مرد له بجدال ، ولا دعاء ، ولا غير ذلك . وقرأ عمرو بن هرم : وإنهم أتاهم بلفظ الماضي ، وعذاب فاعل به عبر بالماضي عن المضارع لتحقق وقوعه كقوله { أتى أمر الله } [ النحل : 1 ] .