Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 103-106)
Tafsir: al-Baḥr al-muḥīṭ
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي { قل } يا محمد للكافرين هل نخبركم الآية فإذا طلبوا ذلك فقل لهم { أولئك الذين كفروا } والأخسرون أعمالاً عن عليّ هم الرهبان كقوله { عاملة ناصبة } [ الغاشية : 3 ] . وعن مجاهد : هم أهل الكتاب . وقيل : هم الصابئون . وسأل ابن الكواء علياً عنهم فقال : منهم أهل حروراء . وينبغي حمل هذه الأقوال على التمثيل على الحصر إذ الأخسرون أعمالاً هم كل من دان بدين غير الإسلام ، أو راءى بعمله ، أو أقام على بدعة تؤول به إلى الكفر والأخسر من أتعب نفسه فأدى تعبه به إلى النار . وانتصب { أعمالاً } على التمييز وجمع لأن أعمالهم في الضلال مختلفة وليسوا مشتركين في عمل واحد و { الذين } يصح رفعه على أنه خبر مبتدإِ محذوف ، أي هم { الذين } وكأنه جواب عن سؤال ، ويجوز نصبه على الذمّ وخبره على الوصف أو البدل { ضل سعيهم } أي هلك وبطل وذهب و { يحسبون } و { يحسنون } من تجنيس التصحيف وهو أن يكون النقط فرقاً بين الكلمتين . ومنه قول أبي عبادة البحتري : @ ولم يكن المغتر بالله إذ سرى ليعجز والمعتز بالله طالبه @@ ومن غريب هذا النوع من التجنيس . قال الشاعر : @ سقينني ربي وغنينني بحت بحبي حين بنّ الخرد @@ صحف بقوله سقيتني ربي وغنيتني بحب يحيى حين بن الجرد . وقرأ ابن عباس وأبو السمال { فحبطت } بفتح الباء والجمهور بكسرها . وقرأ الجمهور { فلا نقيم } بالنون { وزناً } بالنصب ومجاهد وعبيد بن عمير فلا يقيم بالياء لتقدم قوله { بآيات ربهم } وعن عبيد أيضاً يقوم بفتح الياء كأنه جعل قام متعدياً . وعن مجاهد وابن محيصن ويعقوب بخلاف عنهم : فلا يقوم مضارع قام وزن مرفوع به . واحتمل قوله { فلا نقيم } إلاّ به أنهم لا حسنة لهم توزن في موازين القيامة ، ومن لا حسنة له فهو في النار . واحتمل أن يريد المجاز كأنه قال : فلا قدر لهم عندنا يومئذ . وفي الحديث : " يؤتي بالأكول الشروب الطويل فلا يزن جناح بعوضة " ثم قرأ { فلا نقيم } الآية . وفي الحديث أيضاً : " يأتي ناس بأعمال يوم القيامة هي عندهم في العظم كجبال تهامة فإذا وزنوها لم تزن شيئاً " { ذلك جزاؤهم } مبتدأ وخبر و { جهنم } بدل و { ذلك } إشارة إلى ترك إقامة الوزن ، ويجوز أن يشار بذلك وإن كان مفرداً إلى الجمع فيكون بمعنى أولئك ويكون { جزاؤهم جهنم } مبتدأ وخبراً . وقال أبو البقاء : { ذلك } أي الأمر ذلك وما بعده مبتدأ وخبر ، ويجوز أن يكون { ذلك } مبتدأ و { جزاؤهم } مبتدأ ثان و { جهنم } خبره . والجملة خبر الأول والعائد محذوف أي جزاؤه انتهى . ويحتاج هذا التوجيه إلى نظر قال : ويجوز أن يكون { ذلك } مبتدأ و { جزاؤهم } بدل أو عطف بيان و { جهنم } الخبر . ويجوز أن يكون { جهنم } بدلاً من جزاء أو خبر لابتداء محذوف ، أي هو جهنم و { بما كفروا } خبر ذلك ، ولا يجوز أن تتعلق الباء بجزاؤهم للفصل بينهما و { اتخذوا } يجوز أن يكون معطوفاً على { كفروا } وأن يكون مستأنفاً انتهى . والآيات هي المعجزات الظاهرة على أيدي الأنبياء والصحف الإلهية المنزلة عليهم .