Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 49-66)

Tafsir: al-Baḥr al-muḥīṭ

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما أمره تعالى بالصبر على سفاهة قومه ، وذكر جملة من الأنبياء وأحوالهم ، ذكر ما يؤول إليه حال المؤمنين والكافرين من الجزاء ، ومقر كل واحد من الفريقين . ولما كان ما يذكره نوعاً من أنواع التنزيل ، قال : { هذا ذكر } ، كأنه فصل بين ما قبله وما بعده . ألا ترى أنه لما ذكر أهل الجنة ، وأعقبه بذكر أهل النار قال : { هذا وإن للطاغين } ؟ وقال ابن عباس : هذا ذكر من مضى من الأنبياء . وقيل : { هذا ذكر } : أي شرف تذكرون به أبداً . وقرأ الجمهور : { جنات } بالنصب ، وهو بدل ، فإن كان عدن علماً ، فبدل معرفة من نكرة ؛ وإن كان نكرة ، فبدل نكرة من نكرة . وقال الزمخشري : { جنات عدن } معرفة لقوله : { جنات عدن التي وعد الرحمن } [ مريم : 61 ] ، وانتصابها على أنها عطف بيان بحسن مآب ، ومفتحة حال ، والعامل فيها ما في المتقين من معنى الفعل . وفي مفتحة ضمير الجنات ، والأبواب بدل من الضمير تقديره : مفتحة هي الأبواب لقولهم : ضرب زيد اليد والرجل ، وهو من بدل الاشتمال . انتهى . ولا يتعين أن يكون جنات عدن معرفة بالدليل الذي استدل به وهو قوله : { جنات عدن التي } ، لأنه اعتقد أن التي صفة لجنات عدن ، ولا يتعين ما ذكره ، إذ يجوز أن تكون التي بدلاً من جنات عدن . ألا ترى أن الذي والتي وجموعهما تستعمل استعمال الأسماء ، فتلي العوامل ، ولا يلزم أن تكون صفة ؟ وأما انتصابها على أنها عطف بيان فلا يجوز ، لأن النحويين في ذلك على مذهبين : أحدهما : أن ذلك لا يكون إلا في المعارف ، فلا يكون عطف البيان إلا تابعاً لمعرفة ، وهو مذهب البصريين . والثاني : أنه يجوز أن يكون في النكرات ، فيكون عطف البيان تابعاً لنكرة ، كما تكون المعرفة فيه تابعة لمعرفة ، وهذا مذهب الكوفيين ، وتبعهم الفارسي . وأما تخالفهما في التنكير والتعريف فلم يذهب إليه أحد سوى هذا المصنف . وقد أجاز ذلك في قوله : { مقام إبراهيم } [ آل عمران : 97 ] ، فأعربه عطف بيان تابعاً لنكرة ، وهو { آيات بينات } [ آل عمران : 97 ] ، و { مقام إبراهيم } معرفة ، وقد رددنا عليه ذلك في موضعه في آل عمران . وأما قوله : وفي مفتحة ضمير الجنات ، فجمهور النحويين أعربوا الأبواب مفعولاً لم يسم فاعله . وجاء أبو علي فقال : إذا كان كذلك ، لم يكن في ذلك ضمير يعود على جنات عدن . من الحالية أن أعرب مفتحة حالاً ، أو من النعت أن أعرب نعتاً لجنات عدن ، فقال : في مفتحة ضمير يعود على الجنات حتى ترتبط الحال بصاحبها ، أو النعت بمنعوته ، والأبواب بدل . وقال : من أعرب الأبواب مفعولاً ، لم يسم فاعله العائد على الجنات محذوف تقديره : الأبواب منها . وألزم أبو علي البدل في مثل هذا لا بد فيه من الضمير ، إما ملفوظاً به ، أو مقدراً . وإذا كان الكلام محتاجاً إلى تقدير واحد ، كان أولى مما يحتاج إلى تقديرين . وأما الكوفيون ، فالرابط عندهم هو أل لمقامه مقام الضمير ، فكأنه قال : مفتحة لهم أبوابها . وأما قوله : وهو من بدل الاشتمال ، فإن عنى بقوله : وهو قوله اليد والرجل ، فهو وهم ، وإنما هو بدل بعض من كل . وإن عنى الأبواب ، فقد يصح ، لأن أبواب الجنات ليست بعضاً من الجنات . وأما تشبيهه ما قدره من قوله : مفتحة هي الأبواب ، بقولهم : ضرب زيد اليد والرجل ، فوجهه أن الأبواب بدل من ذلك الضمير المستكن ، كما أن اليد والرجل بدل من الظاهر الذي هو زيد . وقال أبو إسحاق : وتبعه ابن عطية : مفتحة نعت لجنات عدن . وقال الحوفي : مفتحة حال ، والعامل فيها محذوف يدل عليه المعنى ، تقديره : يدخلونها . وقرأ زيد بن علي ، وعبد الله بن رفيع ، وأبو حيوة : جنات عدن مفتحة ، برفع التاءين : مبتدأ وخبر ، أو كل منهما خبر مبتدأ محذوف ، أي هو جنات عدن هي مفتحة . والاتكاء : من هيئات أهل السعادة يدعون فيها ، يدل على أن عندهم من يستخدمونه فيما يستدعون ، كقوله : { ويطوف عليهم ولدان مخلدون } [ الإنسان : 19 ] . ولما كانت الفاكهة يتنوع وصفها بالكثرة ، وكثرتها باختلاف أنواعها ، وكثرة كل نوع منها ؛ ولما كان الشراب نوعاً واحداً وهو الخمر ، أفرد : { وعندهم قاصرات الطرف } . قال قتادة : معناه على أزواجهن ، { أتراب } : أي أمثال على سنّ واحدة ، وأصله في بني آدم لكونهم مس أجسادهم التراب في وقت واحد ، والأقران أثبت في التحاب . والظاهر أن هذا الوصف هو بينهن ، وقيل : بين أزواجهن ، أسنانهن كأسنانهم . وقال ابن عباس : يريد الآدميات . وقال صاحب الغنيان : حور . وقرأ ابن كثير ، وأبو عمرو : وهذا ما يوعدون ، بياء الغيبة ، إذ قبله وعندهم ؛ وباقي السبعة : بتاء الخطاب على الالتفات ، والمعنى : هذا ما وقع به الوعد ليوم الجزاء . { إن هذا } : أي ما ذكر للمتقين مما تقدم ، { لرزقنا } دائماً : أي لا نفاد له . { هذا وإن للطاغين لشر مآب } ، قال الزجاج : أي الأمر هذا ، وقال أبو علي : هذا للمؤمنين ، وقال أبو البقاء : مبتدأ محذوف الخبر ، أو خبر محذوف المبتدأ ، والطاغون هنا : الكفار ؛ وقال الجبائي : أصحاب الكبائر كفاراً كانوا أو لم يكونوا . وقال ابن عباس ، المعنى : الذين طغوا عليّ وكذبوا رسلي لهم شر مآب : أي مرجع ومصير . { فبئس المهاد } : أي هي { هذا } في موضع رفع مبتدأ خبره { جهنم } ، { وغساق } ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أي العذاب هذا ، وحميم خبر مبتدأ ، أو في موضع نصب على الاشتغال ، أي ليذوقوا . { هذا فليذوقوه حميم } : خبر مبتدا ، أي هو حميم ، أو مبتدأ محذوف الخبر ، أي منه حميم ومنه غساق ، كما قال الشاعر : @ حتى إذا ما أضاء الصبح في غلس وغودر البقل ملوى ومحصود @@ أي : منه ملوى ومنه محصود ، وهذه الأعاريب مقولة منقولة . وقيل : هذا مبتدأ ، وفليذوقوه الخبر ، وهذا على مذهب الأخفش في إجازته : زيد فاضربه ، مستدلاً بقول الشاعر : @ وقائلـة خولان فـانكح فتـاتهـم @@ والغساق ، عن ابن عباس : الزمهرير ؛ وعنه أيضاً ، وعن عطاء ، وقتادة ، وابن زيد : ما يجري من صديد أهل النار ؛ وعن كعب : عين في جهنم تسيل إليها حمة كل ذي حمة من حية أو عقرب أو غيرهما ، يغمس فيها فيتساقط الجلد واللحم عن العظم ؛ وعن السدي : ما يسيل من دموعهم ؛ وعن ابن عمر : القيح يسيل منهم فيسقونه . وقرأ ابن أبي إسحاق ، وقتادة ، وابن وثاب ، وطلحة ، وحمزة ، والكسائي ، وحفص ، والفضل ، وابن سعدان ، وهارون عن أبي عمرو : بتشديد السين . فإن كان صفة ، فيكون مما حذف موصوفها ، وإن كان اسماً ، ففعال قليل في الأسماء ، جاء منه : الكلاء ، والجبان ، والفناد ، والعقار ، والخطار . وقرأ باقي السبعة : بتخفيف السين . وقرأ الجمهور : { وآخر } على الإفراد ، فقيل : مبتدأ خبره محذوف تقديره : ولهم عذاب آخر . وقيل : خبره في الجملة ، لأن قوله : { أزواج } مبتدأ ، و { من شكله } خبره ، والجملة خبر . وآخر ، وقيل : خبره أزواج ، ومن شكله في موضع الصفة ، وجاز أن يخبر بالجمع عن الواحد من حيث هو درجات ، ورتب من العذاب ، أو سمى كل جزء من ذلك الآخر باسم الكل . وقال الزمخشري : وآخر ، أي وعذاب آخر ، أو مذوق آخر ؛ وأزواج صفة آخر ، لأنه يجوز أن يكون ضروباً أو صفة للثلاثة ، وهي : حميم وغساق وآخر من شكله . انتهى . وهو إعراب أخذه من الفراء . وقرأ الحسن ، ومجاهد ، والجحدري ، وابن جبير ، وعيسى ، وأبو عمرو : وأخر على الجمع ، وهو مبتدأ ، ومن شكله في موضع الصفة ؛ وأزواج خبره ، أي ومذوقاً آخر من شكل هذا المذوق من مثله في الشدة والفظاعة ؛ { أزواج } : أجناس . وقرأ مجاهد : من شكله ، بكسر الشين ؛ والجمهور : بفتحها ، وهما لغتان بمعنى المثل والضرب . وأما إذا كان بمعنى الفتح ، فبكسر الشين لا غير . وعن ابن مسعود : { وآخر من شكله } : هو الزمهرير . والظاهر أن قوله : { هذا فوج مقتحم معكم } ، من قول رؤسائهم بعضهم لبعض ، والفوج : : الجمع الكثير ، { مقتحم معكم } : أي النار ، وهم الأتباع ، ثم دعوا عليهم بقولهم : { لا مرحباً بهم } ، لأن الرئيس إذا رأى الخسيس قد قرن معه في العذاب ، ساءه ذلك حيث وقع التساوي في العذاب ، ولم يكن هو السالم من العذاب وأتباعه في العذاب . ومر حباً معناه : ائت رحباً وسعة لا ضيقاً ، وهو منصوب بفعل يجب إضماره ، ولأن علوهم بيان للمدعو عليهم . وقيل : { هذا فوج } ، من كلام الملائكة خزنة النار ؛ وأن الدعاء على الفوج والتعليل بقوله : { إنهم صالوا النار } ، من كلامهم . وقيل : { هذا فوج مقتحم معكم } ، من كلام الملائكة ، والدعاء على الفوج والإخبار بأنهم صالوا النار من كلام الرؤساء المتبوعين . { قالوا } أي الفوج : { لا مرحباً بكم } ، رد على الرؤساء ما دعوا به عليهم . ثم ذكروا أن ما وقعوا فيه من العذاب وصلى النار ، إنما هو بما ألقيتم إلينا وزينتموه من الكفر ، فكأنكم قدمتم لنا العذاب أو الصلى . وإذا كان { لا مرحباً بهم } من كلام الخزنة ، فلم يجيء التركيب : قالوا : بل هؤلاء لا مرحباً بهم ، بل جاء بخطاب الأتباع للرؤساء ، لتكون المواجهة لمن كانوا لا يقدرون على مواجهتهم في الدنيا بقبيح أشفى لصدورهم ، حيث تسببوا في كفرهم ، وأنكى للرؤساء . { فبئس القرار } : أي النار ؛ وهذه المرادة والدعاء كقوله : { كلما دخلت أمة لعنت أختها } [ الأعراف : 38 ] . ولم يكتف الأتباع برد الدعاء على رؤسائهم ، ولا بمواجهتهم بقوله : { أنتم قدمتموه لنا } ، حتى سألوا من الله أن يزيد رؤساءهم ضعفاً من النار ، والمعنى : من حملنا على عمل السوء حتى صار جزاءنا النار ، { فزده عذاباً ضعفاً } ، كما جاء في قول الأتباع : { ربنا آتهم } ، أي بساداتهم ، { ضعفين من العذاب } [ الأحزاب : 68 ] ، { ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذاباً ضعفاً من النار } [ الأعراف : 38 ] . ولما كان الرؤساء ضلالاً في أنفسهم وأضلوا اتباعهم ، ناسب أن يدعو عليهم بأن يزيدهم ضعفاً ، كما جاء : فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ، فعلى هذا الضمير في قوله : { قالوا } للاتباع ، ومن قدم : هم الرؤساء . وقال ابن السائب : { قالوا ربنا } إلى آخره ، قول جميع أهل النار . وقال الضحاك : { من قدم } ، هو إبليس وقابيل . وقال ابن مسعود : الضعف حيات وعقارب . { وقالوا } : أي أشراف الكفار ، { ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار } : أي الأرذال الذين لا خير فيهم ، وليسوا على ديننا ، كما قال : { وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا } [ هود : 27 ] . وروي أن القائلين من كفار عصر الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، هم : أبو جهل ، وأمية بن خلف ، وأصحاب القليب ، والذين لم يروهم : عمار ، وصهيب ، وسلمان ، ومن جرى مجراهم ، قاله مجاهد وغيره . قيل : يسألون أين عمار ؟ أين صهيب ؟ أين فلان ؟ يعدون ضعفاء المسلمين فيقال لهم : أولئك في الفردوس . وقرأ النحويان ، وحمزة : اتخذناهم وصلاً ، فقال أبو حاتم ، والزمخشري ، وابن عطية : صفة لرجال . قال الزمخشري : مثل قوله : { كنا نعدهم من الأشرار } . وقال ابن الأنباري : حال ، أي وقد اتخذناهم . وقرأ أبو جعفر ، والأعرج ، والحسن ، وقتادة ، وباقي السبعة : بهمزة الاستفهام ، لتقرير أنفسهم على هذا ، على جهة التوبيخ لها . والأسف ، أي اتخذناهم سخرياً ، ولم يكونوا كذلك . وقرأ عبد الله ، وأصحابه ، ومجاهد ، والضحاك ، وأبو جعفر ، وشيبة ، والأعرج ، ونافع ، وحمزة ، والكسائي : سخرياً ، بضم السين ، ومعناها : من السخرة والاستخدام . وقرأ الحسن ، وأبو رجاء ، وعيسى ، وابن محيصن ، وباقي السبعة : بكسر السين ، ومعناها : المشهور من السخر ، وهو الهزء . قال الشاعر : @ إني أتاني لسان لا أسر بها من علو لا كذب فيها ولا سخر @@ وقيل : بكسر السين من التسخير . وأم إن كان اتخذناهم استفهاماً إما مصرحاً بهمزته كقراءة من قرأ كذلك ، أو مؤولاً بالاستفهام ، وحذفت الهمزة للدلالة . فالظاهر أنها متصلة لتقدم الهمزة ، والمعنى : أي الفعلين فعلنا بهم ، الاستسخار منهم أم ازدراؤهم وتحقيرهم ؟ وإن أبصارنا كانت تعلوا عنهم وتقتحم . ويكون استفهاماً على معنى الإنكار على أنفسهم ، للاستسخار والزيغ جميعاً . وقال الحسن : كل ذلك قد فعلوا ، اتخذوهم سخرياً ، وزاغت عنهم أبصارهم محقرة لهم . وأن اتخذناهم ليس استفهاماً ، فأم منقطعة ، ويجوز أن تكون منقطعة أيضاً مع تقدم الاستفهام ، يكون كقولك : أزيد عندك أم عندك عمرو ؟ واستفهمت عن زيد ، ثم أضربت عن ذلك واستفهمت عن عمرو ، فالتقدير : بل أزاغت عنهم الأبصار . ويجوز أن يكون قولهم : { أم زاغت عنهم الأبصار } له تعلق بقوله : { ما لنا لا نرى رجالاً } ، لأن الاستفهام أولاً دل على انتفاء رؤيتهم إياهم ، وذلك دليل على أنهم ليسوا معه ، ثم جوزوا أن يكونوا معه ، ولكن أبصارهم لم ترهم . { إن ذلك } : أي التفاوض الذين حكيناه عنهم ، { لحق } : أي ثابت واقع لا بد أن يجري بينهم . وقرأ الجمهور : { تخاصم } بالرفع مضافاً إلى { أهل } . قال ابن عطية : بدل من { لحق } . وقال الزمخشري : بين ما هو فقال : تخاصم منوناً ، أهل رفعاً بالمصدر المنون ، ولا يجيز ذلك الفراء ، ويجيزه سيبويه والبصريون . وقرأ ابن أبي عبلة : تخاصم ، أهل ، بنصب الميم وجر أهل . قال الزمخشري : على أنه صفة لذلك ، لأن أسماء الإشارة توصف بأسماء الأجناس . وفي كتاب اللوامح : ولو نصب تخاصم أهل النار ، لجاز على البدل من ذلك . وقرأ ابن السميفع : تخاصم : فعلاً ماضياً ، أهل : فاعلاً ، وسمى تعالى تلك المفاوضة التي جرت بين رؤساء الكفار وأتباعهم تخاصماً ، لأنّ قولهم : { لا مرحباً بهم } ، وقول الأتباع : { بل أنتم لا مرحباً بكم } ، هو من باب الخصومة ، فسمى التفاوض كله تخاصماً لاستعماله عليه . { قل } : يا محمد ، { إنما أنا منذر } : أي " منذر المشركين بالعذاب " ، وأن الله لا إله إلا الله ، لا ند له ولا شريك ، وهو الواحد القهار لكل شيء ، وأنه مالك العالم ، علوه وسفله ، العزيز الذي لا يغالب ، الغفار لذنوب من آمن به واتبع لدينه .