Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 27-27)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فإن قلت ما وجه قوله { وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيّئَاتِ جَزَاء سَيّئَةٍ بِمِثْلِهَا } وكيف يتلاءم ؟ قلت لا يخلو ، إمّا أن يكون { وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ } معطوفاً على قوله { لّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ } يونس 26 كأنه قيل وللذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها ، وإمّا أن يقدّر وجزاء الذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها على معنى جزاؤهم أن تجازى سيئة واحدة بسيئة مثلها لا يزاد عليها ، وهذا أوجه من الأوّل ، لأنّ في الأوّل عطفاً على عاملين وإن كان الأخقش بجيزه . وفي هذا دليل على أنّ المراد بالزيادة الفضل ، لأنه دلّ بترك الزيادة على السيئة على عدله ، ودلّ ثمة بإثبات الزيادة على المثوبة على فضله . وقرىء « يرهقهم ذلة » بالياء { مّنَ ٱللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ } أي لا يعصمهم أحد من سخط الله وعذابه . ويجوز ما لهم من جهة الله ومن عنده من يعصمهم كما يكون للمؤمنين { مُظْلِماً } حال من الله . ومن قرأ قطعاً بالسكون من قوله { بِقِطْعٍ مّنَ ٱلَّيْلِ } هود 81 جعله صفة له . وتعضده قراءة أبيّ بن كعب كأنما يغشى وجوههم قطع من الليل مظلم . فإن قلت إذا جعلت مظلماً حالاً من الليل ، فما العامل فيه ؟ قلت لا يخلو إمّا أن يكون { أُغْشِيَتْ } من قبل إن { مِّنَ ٱلَّيْلِ } صفة لقوله { قِطَعًا } فكان إفضاؤه إلى الموصوف كإضفائه إلى الصفة ، وإمّا أن يكون معنى الفعل في { مِّنَ ٱلَّيْلِ } .