Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 29-30)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إَن كُنَّا } هي المخففة من الثقيلة ، واللام هي الفارقة بينها وبين النافية ، وهم الملائكة والمسيح ومن عبدوه من دون الله من أولي العقل ، وقيل الأصنام ينطقها الله عزّ وجلّ فتشافههم بذلك مكان الشفاعة التي زعموها وعلقوا بها أطماعهم { هُنَالِكَ } في ذلك المقام وفي ذلك الموقف أوفى ذلك الوقت على استعارة اسم المكان للزمان { تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ } تختبر وتذوق { مَّا أَسْلَفَتْ } من العمل فتعرف كيف هو ، أقبيح أم حسن ، أنافع أم ضارّ ، أمقبول أم مردود ؟ كما يختبر الرجل الشيء ويتعرّفه ليكتنه حاله . ومنه قوله تعالى { يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَائِرُ } الطارق 9 وعن عاصم نبلو كلَّ نفس ، بالنون ونصب كل أي نختبرها باختبار ما أسلفت من العمل ، فنفرق حالها بمعرفة حال عملها إن كان حسناً فهي سعيدة ، وإن كان سيئاً فهي شقية . والمعنى نفعل بها فعل الخابر ، كقوله تعالى { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } هود 7 ويجوز أن يراد نصيب بالبلاء وهو العذاب كل نفس عاصية بسبب ما أسلفت من الشرّ . وقرىء « تتلو » ، أي تتبع ما أسلفت لأنّ عمله هو الذي يهديه إلى طريق الجنة أو إلى طريق النار . أو تقرأ في صحيفتها ما قدّمت من خير أو شرّ { مَوْلَـٰهُمُ ٱلْحَقّ } ربهم الصادق ربوبيته لأنهم كانوا يتولون ما ليس لربوبيته حقيقة . أو الذي يتولى حسابهم وثوابهم ، العدل الذي لا يظلم أحداً . وقرىء « الحق » بالفتح على تأكيد قوله { رُدُّواْ إِلَىٰ ٱللَّهِ } الأنعام 62 كقولك هذا عبد الله الحق لا الباطل . أو على المدح كقولك الحمد لله . أهل الحمد { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } وضاع عنهم ما كانوا يدعون أنهم شركاء لله . أو بطل عنهم ما كانوا يختلقون من الكذب وشفاعة الآلهة .