Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 50-52)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ بَيَاتًا } نصب على الظرف ، بمعنى . وقت بيات ، فإن قلت هلا قيل ليلاً أو نهاراً ؟ قلت لأنه أريد إن أتاكم عذابه وقت بيات فبيتكم وأنتم ساهون لا تشعرون ، كما يبيت العدو المباغت . والبيات بمعنى التبييت ، كالسلام بمعنى التسليم ، وكذلك قوله { نَهَارًا } معناه في وقت أنتم فيه مشتغلون بطلت بالمعاش والكسب . ونحوه { بَيَـٰتاً وَهُمْ نَائِمُونَ } الأعراف 98 ، { ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ } الأعراف 98 الضمير في { مِنْهُ } للعذاب . والمعنى أن العذاب كله مكروه مرّ المذاق موجب للنفار ، فأي شيء يستعجلون منه وليس شيء منه يوجب الاستعجال . ويجوز أن يكون معناه التعجب ، كأنه قيل أي شيء هول شديد يستعجلون منه ، ويجب أن تكون « من » للبيان في هذا الوجه . وقيل الضمير في { مِنْهُ } لله تعالى . فإن قلت بم تعلق الاستفهام ؟ وأين جواب الشرط قلت تعلق بأرأيتم لأنَّ المعنىٰ أخبروني ماذا يستعجل منه المجرمون وجواب الشرط محذوف وهو تندموا على الاستعجال ، أو تعرفوا الخطأ فيه . فإن قلت فهلا قيل ماذا تستعجلون منه . قلت أريدت الدلالة على موجب ترك الاستعجال وهو الإجرام لأنّ من حق المجرم أن يخاف التعذيب على إجرامه ، ويهلك فزعاً من مجيئه وإن أبطأ ، فضلاً أن يستعجله . ويجوز أن يكون { مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ ٱلْمُجْرِمُونَ } جواباً للشرط ، كقولك إن أتيتك ماذا تطعمني ؟ بما تتعلق الجملة بأرأيتم ، وأن يكون { أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ ءامَنْتُمْ بِهِ } جواب الشرط ، و { مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ ٱلْمُجْرِمُونَ } اعتراضاً . والمعنى إن أتاكم عذابه آمنتم به بعد وقوعه حين لا ينفعكم الإيمان ، ودخول حرف الاستفهام على ثم ، كدخوله على الواو والفاء في قوله { أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَى } الأعراف 97 ، { أَوَ أَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَى } الأعراف 98 . { ءَآلئَٰنَ } على إرادة القول ، أي قيل لهم إذا آمنوا بعد وقوع العذاب آلآن آمنتم به { وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } يعني وقد كنتم به تكذبون لأنّ استعجالهم كان على جهة التكذيب والإنكار . وقرىء « آلان » ، بحذف الهمزة بعد اللام وإلقاء حركتها على اللام { ثُمَّ قِيلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } عطف على « قيل » المضمر قبل آلآن .