Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 100, Ayat: 1-11)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أقسم بخيل الغزاة تعدو فتضبح . والضبح صوت أنفاسها إذا عدون . وعن ابن عباس أنه حكاه فقال أح أح . قال عنترة @ وَالْخَيْلُ تَكْدَحُ حِينَ تَضْـــ ـــبَحُ فِي حِيَاضِ الْمَوْتِ ضَبْحَا @@ وانتصاب ضبحا على يضبحن ضبحا ، أو بالعاديات ، كأنه قيل والضابحات لأن الضبح يكون مع العدو . أو على الحال ، أي ضابحات { فَٱلمُورِيَـٰتِ } توري نار الحباحب وهي ما ينقدح من حوافرها { قَدْحاً } قادحات صاكات بحوافرها الحجارة . والقدح الصك . والإيراء إخراج النار . تقول قدح فأورى ، وقدح فأصلد ، وانتصب قدحاً بما انتصب به ضبحا { فَٱلْمُغِيرٰتِ } تغير على العدوّ { صُبْحاً } في وقت الصبح { فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً 4 } فهيجن بذلك الوقت غباراً { فَوَسَطْنَ بِهِ } بذلك الوقت ، أو بالنقع ، أي وسطن النقع الجمع . أو فوسطن ملتبسات به { جَمْعاً } من جموع الأعداء . ووسطه بمعنى توسطه . وقيل الضمير لمكان الغارة . وقيل للعدوّ الذي دلّ عليه { وَٱلْعَـٰدِيَـٰتِ } ويجوز أن يراد بالنقع الصياح ، من قوله عليه الصلاة والسلام 1333 " ما لم يكن نقع ولا لقلقة " وقول لبيد @ فَمَتَى يَنْقَعْ صُراخٌ صَادِق @@ أي فهيجن في المغاز عليهم صياحاً وجلبة . وقرأ أبو حيوة « فأثرن » بالتشديد ، بمعنى فأظهرن به غباراً لأنّ التأثير فيه معنى الإظهار . أو قلب ثورّن إلى وثرن ، وقلب الواو همزة ، وقرىء « فوسطن » بالتشديد للتعدية . والباء مزيدة للتوكيد ، كقوله { وَأُتُواْ بِهِ } البقرة 25 وهي مبالغة في وسطن . وعن ابن عباس 1334 كنت جالساً في الحجر فجاء رجل فسألني عن { وَٱلْعَـٰدِيَـٰتِ ضَبْحاً1 } ففسرتها بالخيل ، فذهب إلى عليّ وهو تحت سقاية زمزم فسأله وذكر له ما قلت فقال ادعه لي ، فلما وقفت على رأسه قال تفتي الناس بما لا علم لك به ، والله إن كانت لأوّل غزوة في الإسلام بدر ، وما كان معنا إلاّ فرسان فرس الزبير وفرس للمقداد { ٱلْعَـٰدِيَـٰتِ ضَبْحاً1 } الإبل من عرفة إلى المزدلفة ، ومن المزدلفة إلى منى فإن صحّت الرواية فقد استعير الضبح للإبل ، كما استعير المشافر والحافر للإنسان ، والشفتان للمهر ، والثغر للثورة وما أشبه ذلك . وقيل الضبح لا يكون إلاّ للفرس والكلب والثعلب . وقيل الضبح بمعنى الضبع ، يقال ضبحت الإبل وضبعت إذا مدّت أضباعها في السير ، وليس بثبت . وجمع هو المزدلفة . فإن قلت علام عطف فأثرن ؟ قلت على الفعل الذي وضع اسم الفاعل موضعه لأنّ المعنى واللاتي عدون فأورين ، فأغرن فأثرن . الكنود الكفور . وكند النعمة كنوداً . ومنه سمي كندة ، لأنه كند أباه ففارقه . وعن الكلبي الكنود بلسان كندة العاصي ، وبلسان بني مالك البخيل ، وبلسان مضر وربيعة الكفور ، يعني أنه لنعمة ربه خصوصاً لشديد الكفران لأن تفريطه في شكر نعمة غير الله تفريط قريب لمقاربة النعمة ، لأن أجلّ ما أنعم به على الإنسان من مثله نعمة أبويه ، ثم إن عُظماها في جنب أدنىٰ نعمة الله قليلة ضئيلة { وإنه } وإن الإنسان { عَلَىٰ ذٰلِكَ } على كنوده { لَشَهِيدٌ } يشهد على نفسه ولا يقدر أن يجحده لظهور أمره . وقيل وإنّ الله على كنوده لشاهد على سبيل الوعيد { ٱلْخَيْرِ } المال من قوله تعالى { إِن تَرَكَ خَيْرًا } البقرة 180 والشديد البخيل الممسك . يقال فلان شديد ومتشدّد . قال طرفة @ أَرَى الْمَوْتَ يَعْتَامُ الْكِرَامَ وَيَصْطَفِي عَقِيلَةَ مَالِ الْفَاحِشِ المَتَشَدِّدِ @@ يعني وإنه لأجل حب المال وأن إنفاقه يثقل عليه لبخيل ممسك . أو أراد بالشديد القوي ، وإنه لحب المال وإيثار الدنيا وطلبها قوي مطيق ، وهو لحب عبادة الله وشكر نعمته ضعيف متقاعس . تقول هو تشديد لهذا الأمر ، وقويٌّ له إذا كان مطيقاً له ضابطاً . أو أراد أنه لحب الخيرات غير هش منبسط ، ولكنه شديد منقبض { بُعْثِرَ } بعث . وقرىء « بحثر » وبحث ، وبحثر . وحصل على بنائهما للفاعل . وحصل بالتخفيف . ومعنى حصلّ جمع في الصحف ، أي أظهر محصلاً مجموعاً . وقيل ميز بين خيره وشره . ومنه قيل للمنخل المحصل . ومعنى علمه بهم يوم القيامة مجازاته لهم على مقادير أعمالهم لأنّ ذلك أثر خبره بهم . وقرأ أبو السمال « إن ربهم بهم يومئذ خبير » . عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 1335 " من قرأ سورة والعاديات أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعاً "