Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 101, Ayat: 1-11)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الظرف نصب بمضمر دلّت عليه القارعة ، أي تقرع { يَوْمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلْفَرَاشِ ٱلْمَبْثُوثِ4 } شبههم بالفراش في الكثرة والانتشار والضعف والذلة ، والتطاير إلى الداعي من كل جانب ، كما يتطاير الفراش إلى النار . قال جرير @ إنَّ الْفَرَذْدَقَ مَا عَلِمْتُ وَقَوْمَهُ مِثْلُ الْفَرَاشِ غَشِينَ نَارَ الْمُصْطَلِي @@ وفي أمثالهم أضعف من فراشة وأذل وأجهل . وسمى فراشا لتفرّشه وانتشاره . وشبه الجبال بالعهن وهو الصوف المصبغ ألواناً لأنها ألوان ، وبالمنفوش منه لتفرّق أجزائها . وقرأ ابن مسعود « كالصوف » . الموازين جمع موزون وهو العمل الذي له وزن وخطر عند الله . أو جمع ميزان . وثقلها رجحانها . ومنه حديث أبي بكر لعمر رضي الله عنهما في وصيته له « وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينهم يوم القيامة باتباعهم الحق وثقلها في الدنيا ، وحق لميزان لا توضع فيه إلاّ الحسنات أن يثقل ، وإنما خفت موازين من خفت موازينه لاتباعهم الباطل وخفتها في الدنيا ، وحق لميزان لا توضع فيه إلاّ السيئات أن يخف » { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ9 } من قولهم إذا دعوا على الرجل بالهلكة هوت أمّه لأنه إذا هوى أي سقط وهلك ، فقد هوت أمّه ثكلاً وحزناً قال @ هَوَتْ أُمُّهُ مَا يَبْعَثُ الصُّبْحُ غَادِياً وَمَاذَا يَرُدُّ اللَّيْلُ حِينَ يَئُوبُ @@ فكأنه قيل وأما من خفت موازينه فقد هلك . وقيل { هَاوِيَةٌ } من أسماء النار ، وكأنها النار العميقة لهوي أهل النار فيها مهوى بعيداً ، كما روي 1336 « يهوي فيها سبعين خريفاً » أي فمأواه النار . وقيل للمأوى أمّ ، على التشبيه لأنّ الأمّ مأوى الولد ومفزعه . وعن قتادة فأمّه هاوية ، أي فأمّ رأسه هاوية في قعر جهنم ، لأنه يطرح فيها منكوساً هيه ضمير الداهية التي دلّ عليها قوله { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ9 } في التفسير الأوّل . أو ضمير هاوية والهاء للسكت ، وإذا وصل القارىء حذفها . وقيل حقه أن لا يدرج لئلا يسقطها الإدراج ، لأنّها ثابتة في المصحف . وقد اجيز إثباتها مع الوصل . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 1337 " من قرأ سورة القارعة ثقل الله بها ميزانه يوم القيامة " .