Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 103, Ayat: 1-3)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أقسم بصلاة العصر لفضلها ، بدليل قوله تعالى والصلاة الوسطى صلاة العصر ، في مصحف حفصة . وقوله عليه الصلاة والسلام 1340 " من فاتته العصر فكأنما وتر أهله وماله " ولأنّ التكليف في أدائها أشقّ لتهافت الناس في تجاراتهم ومكاسبهم آخر النهار ، واشتغالهم بمعايشهم . أو أقسم بالعشي كما أقسم بالضحى لما فيهما جميعاً من دلائل القدرة . أو أقسم بالزمان لما في مروره من أصناف العجائب . والإنسان للجنس . والخسر الخسران ، كما قيل الكفر في الكفران . والمعنى أن الناس في خسران من تجارتهم إلاّ الصالحين وحدهم ، لأنهم اشتروا الآخرة بالدنيا ، فربحوا وسعدوا ، ومن عداهم تجروا خلاف تجارتهم ، فوقعوا في الخسارة والشقاوة { وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْحَقِّ } بالأمر الثابت الذي لا يسوغ إنكاره ، وهو الخير كله من توحيد الله وطاعته ، واتباع كتبه ورسله ، والزهد في الدنيا ، والرغبة في الآخرة { وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ } عن المعاصي وعلى الطاعات ، على ما يبلو الله به عباده . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة والعصر غفر الله له وكان ممن تواصى بالحق وتواصى بالصبر " .