Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 114-114)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ طَرَفَىِ ٱلنَّهَارِ } غدوة وعشية { وَزُلَفاً مِّنَ ٱلَّيْلِ } وساعات من الليل وهي ساعاته القريبة من آخر النهار ، من أزلفه إذا قربه وازدلف إليه ، وصلاة الغدوة الفجر ، وصلاة العشية الظهر والعصر لأنّ ما بعد الزوال عشيّ . وصلاة الزلف المغرب والعشاء . وانتصاب طرفي النهار على الظرف ، لأنهما مضافان إلى الوقت ، كقولك أقمت عنده جميع النهار ، وأتيته نصف النهار وأوله وآخره ، تنصب هذا كله على إعطاء المضاف حكم المضاف إليه . ونحوه { وَأَطْرَافَ ٱلنَّهَارِ } طه 130 وقرىء « وزُلُفا » ، بضمتين . وزلفا ، بسكون اللام . وزلفى بوزن قربى . فالزلف جمع زلفة ، كظلم في ظلمة . والزلف بالسكون نحو بسرة وبسر . والزلف بضمتين نحو بسر في بسر . والزلفى بمعنى الزلفة ، كما أن القربى بمعنى القربة وهو ما يقرب من آخر النهار من الليل . وقيل وزلفا من الليل وقربا من الليل ، وحقها على هذا التفسير أن تعطف على الصلاة ، أي أقم الصلاة طرفي النهار ، وأقم زلفا من الليل ، على معنى وأقم صلاة تتقرّب بها إلى الله عز وجل في بعض الليل { إِنَّ ٱلْحَسَنَـٰتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيّئَـٰتِ } فيه وجهان ، أحدهما أن يراد تكفير الصغائر بالطاعات ، وفي الحديث 532 " إن الصلاة إلى الصلاة كفارة ما بينهما ما اجتنبت الكبائر " والثاني إن الحسنات يذهبن السيئات ، بأن يكن لطفاً في تركها ، كقوله { إِنَّ ٱلصَّلاَةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ } العنكبوت 45 وقيل 533 نزلت في أبي اليسر عمرو بن غزية الأنصاري ، كان يبيع التمر فأتته امرأة فأعجبته ، فقال لها إن في البيت أجود من هذا التمر . فذهب بها إلى بيته فضمها إلى نفسه وقبلها ، فقالت له اتق الله ، فتركها وندم ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما فعل ، فقال صلى الله عليه وسلم " أنتظر أمر ربي ، فلما صلى صلاة العصر نزلت ، فقال نعم ، اذهب فإنها كفارة لما عملت " 534 وروي أنه أتى أبا بكر فأخبره فقال استر على نفسك وتب إلى الله ، فأتى عمر رضي الله عنه فقال له مثل ذلك ، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت ، فقال عمر أهذا له خاصة أم للناس عامة ؟ فقال بل للناس عامة وروي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له 535 " توضأ وضوءاً حسناً وصل ركعتين { إِنَّ ٱلْحَسَنَـٰتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيّئَـٰتِ } " { ذٰلِكَ } إشارة إلى قوله { فَٱسْتَقِمْ } فما بعده { ذِكْرَىٰ لِلذكِرِينَ } عظة للمتعظين .