Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 59-60)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَتِلْكَ عَادٌ } إشارة إلى قبورهم وآثارهم ، كأنه قال سيحوا في الأرض فانظروا إليها واعتبروا ، ثم استأنف وصف أحوالهم فقال { جَحَدُواْ بِآيَـٰتِ رَبّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ } لأنهم إذا عصوا رسولهم فقد عصوا جميع رسل الله ، { لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّن رُّسُلِهِ } البقرة 285 قيل لم يرسل إليهم إلا هود وحده { كُلّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } يريد رؤساءهم وكبراءهم ودعاتهم إلى تكذيب الرسل . ومعنى اتباع أمرهم طاعتهم . ولما كانوا تابعين لهم دون الرسل جعلت اللعنة تابعة لهم في الدارين تكبهم على وجوههم في عذاب الله . و { أَلاۤ } وتكرارها مع النداء على كفرهم والدعاء عليهم ، تهويل لأمرهم وتفظيع له ، وبعث على الاعتبار بهم والحذر من مثل حالهم . فإن قلت { بُعْدًا } دعاء بالهلاك ، فما معنى الدعاء به عليهم بعد هلاكهم ؟ قلت معناه الدلالة على أنهم كانوا مستأهلين له ألا ترى إلى قوله @ إخْوَتي لاَ تَبْعَدُوا أبدَا وَبَلَى وَاللَّهِ قَدْ بَعِدُوا @@ { قَوْمِ هُودٍ } عطف بيان لعاد فإن قلت ما الفائدة في هذا البيان والبيان حاصل بدونه ؟ قلت الفائدة فيه أن يوسموا بهذه الدعوة وسما ، وتجعل فيهم أمراً محققاً لا شبهة فيه بوجه من الوجوه ، ولأنّ عاداً عادان الأولى القديمة التي هي قوم هود والقصة فيهم ، والأخرى إرم .