Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 47-49)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ تَزْرَعُونَ } خبر في معنى الأمر ، كقوله { تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَـٰهِدُونَ } الصف 11 وإنما يخرج الأمر في صورة الخبر للمبالغة في إيجاب إيجاد المأمور به ، فيجعل كأنه يوجد ، فهو يخبر عنه . والدليل على كونه في معنى الأمر قوله { فَذَرُوهُ فِى سُنبُلِهِ } . { دَأَبًا } بسكون الهمزة وتحريكها ، وهما مصدرا دأب في العمل ، وهو حال من المأمورين ، أي دائبين إمّا على تدأبون دأباً ، وإمّا على إيقاع المصدر حالاً ، بمعنى ذوي دأب { فَذَرُوهُ فِى سُنبُلِهِ } لئلا يتسوس . و { يَأْكُلْنَ } من الإسناد المجازي جعل أكل أهلهنّ مسنداً إليهنّ { تحصنون } تحرزون وتخبؤن { فِيهِ يُغَاثُ ٱلنَّاسُ } من الغوث أو من الغيث . يقال غيثت البلاد ، إذا مطرت . ومنه قول الأعرابية غثنا ماشئنا . { يَعْصِرُونَ } بالياء والتاء يعصرون العنب والزيتون والسمسم . وقيل يحلبون الضروع . وقرىء « يعصرون » ، على البناء للمفعول ، من عصره إذا أنجاه ، وهو مطابق للإغاثة ويجوز أن يكون المبني للفاعل بمعنى ينجون ، كأنه قيل فيه يغاث الناس وفيه يغيثون أنفسهم ، أي يغيثهم الله ويغيث بعضهم بعضاً وقيل { يَعْصِرُونَ } يمطرون ، من أعصرت السحابة . وفيه وجهان إمّا أن يضمن أعصرت معنى مطرت ، فيعدّى تعديته . وإمّا أن يقال الأصل أعصرت عليهم فحذف الجار وأوصل الفعل . تأوّل البقرات السمان والسنبلات الخضر بسنين مخاصيب ، والعجاف واليابسات بسنين مجدبة ، ثم بشرهم بعد الفراغ من تأويل الرؤيا بأنّ العام الثامن يجيء مباركاً خصيباً كثير الخير غزير النعم ، وذلك من جهة الوحي . وعن قتادة زاده الله علم سنة . فإن قلت معلوم أنّ السنين المجدبة إذا انتهت كان انتهاؤها بالخصب ، وإلا لم توصف بالانتهاء ، فلم قلت إنّ علم ذلك من جهة الوحي ؟ قلت ذلك معلوم علماً مطلقاً لا مفصلاً . وقوله { فِيهِ يُغَاثُ ٱلنَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ } تفصيل لحال العام ، وذلك لا يعلم إلا بالوحي .