Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 54-54)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقال استخلصه واستخصه ، إذا جعله خالصاً لنفسه وخاصاً به { فَلَمَّا كَلَّمَهُ } وشاهد منه ما لم يحتسب { قَالَ } أيها الصديق { إِنَّكَ ٱلْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ } ذو مكانة ومنزلة { أَمِينٌ } مؤتمن على كل شيء . روي أنّ الرسول جاءه فقال أجب الملك ، فخرج من السجن ودعا لأهله اللهم أعطف عليهم قلوب الأخيار ولا تعم عليهم الأخبار ، فهم أعلم الناس بالأخبار في الواقعات . وكتب على باب السجن هذه منازل البلوى وقبور الأحياء وشماتة الأعداء وتجربة الأصدقاء ، ثم اغتسل وتنظف من درن السجن ، ولبس ثياباً جدداً فلما دخل على الملك قال اللهمّ إني أسألك بخيرك من خيره ، وأعوذ بعزتك وقدرتك من شره ، ثم سلم عليه ودعا له بالعبرانية ، فقال ما هذا اللسان ؟ قال لسان آبائي ، وكان الملك يتكلم بسبعين لساناً ، فكلمه بها فأجابه بجميعها ، فتعجب منه وقال أيها الصدّيق ، إني أحب أن أسمع رؤياي منك . فقال رأيت بقرات فوصف لونهنّ وأحوالهنّ ومكان خروجهنّ ، ووصف السنابل وما كان منها على الهيئة التي رآها الملك لا يخرم منها حرفاً ، وقال له من حقك أن تجمع الطعام في الأهراء ، فيأتيك الخلق من النواحي يمتارون منك ، ويجتمع لك من الكنوز ما لم يجتمع لأحد قبلك .