Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 59-60)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ } أي أصلحهم بعدّتهم وهي عدّة السفر من الزاد وما يحتاج إليه المسافرون وأوقر ركائبهم بما جاؤا له من الميرة . وقرىء « بجهازهم » بكسر الجيم { قَالَ ٱئْتُونِى بِأَخٍ لَّكُمْ مّنْ أَبِيكُمْ } لا بد من مقدمة سبقت له معهم ، حتى اجتر القول هذه المسئلة . روي أنه لما رآهم وكلموه بالعبرانية قال لهم أخبروني من أنتم وما شأنكم ؟ فإني أنكركم . قالوا نحن قوم من أهل الشام رعاة ، أصابنا الجهد فجئنا نمتار ، فقال لعلكم جئتم عيونا تنظرون عورة بلادي ؟ قالوا معاذ الله ، نحن إخوة بنو أب واحد ، وهو شيخ صدّيق نبي من الأنبياء ، اسمه يعقوب . قال كم أنتم ؟ قالوا كنا اثني عشر ، فهلك منا واحد . قال فكم أنتم ههنا ؟ قالوا عشرة . قال فأين الأخ الحادي عشر ؟ قالوا هو عند أبيه يتسلى به من الهالك . قال فمن يشهد لكم أنكم لستم بعيون وأنّ الذي تقولون حق ؟ قالوا إنا ببلاد لا يعرفنا فيها أحد فيشهد لنا . قال فدعوا بعضكم عندي رهينة وائتوني بأخيكم من أبيكم ، وهو يحمل رسالة من أبيكم حتى أصدقكم ، فاقترعوا بينهم فأصابت القرعة شمعون - وكان أحسنهم رأيا في يوسف - فخلفوه عنده ، وكان قد أحسن إنزالهم وضيافتهم { وَلاَ تَقْرَبُونِ } فيه وجهان ، أحدهما أن يكون داخلاً في حكم الجزاء مجزوماً ، عطفاً على محل قوله { فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ } كأنه قيل فإن لم تأتوني به تحرموا ولا تقربوا ، وأن يكون بمعنى النهي .