Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 9-9)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ ٱللَّهُ } جملة من مبتدأ وخبر ، وقعت اعتراضاً أو عطف الذين من بعدهم على قوم نوح . و { لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ ٱللَّهُ } اعتراض . والمعنى أنهم من الكثرة بحيث لا يعلم عددهم إلا الله . وعن ابن عباس رضي الله عنهما بين عدنان وإسماعيل ثلاثون أبا لا يعرفون ، وكان ابن مسعود إذا قرأ هذه الآية قال كذب النسابون ، يعني أنهم يدّعون علم الأنساب ، وقد نفي الله علمها عن العباد { فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِى أَفْوَاهِهِمْ } فعضوها غيظاً وضجراً مما جاءت به الرسل ، كقوله { عَضُّواْ عَلَيْكُمُ ٱلاْنَامِلَ مِنَ ٱلْغَيْظِ } آل عمران 119 أو ضحكاً واستهزاء كمن غلبه الضحك فوضع يده على فيه . أو وأشاروا بأيديهم إلى ألسنتهم وما نطقت به من قولهم { إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ } أي هذا جوابنا لكم ليس عندنا غيره ، إقناطاً لهم من التصديق . ألا ترى إلى قوله { فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِى أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ } وهذا قول قوي . أو وضعوها على أفواههم يقولون للأنبياء أطبقوا أفواهكم واسكتوا . أو ردّوها في أفواه الأنبياء يشيرون لهم إلى السكوت . أو وضعوها على أفواههم يسكتونهم ولا يذرونهم يتكلمون . وقيل الأيدي ، جمع يد وهي النعمة بمعنى الأيادي ، أي ردوا نعم الأنبياء التي هي أجل النعم من مواعظهم ونصائحهم وما أوحي إليهم من الشرائع والآيات في أفواههم ، لأنهم إذا كذبوها ولم يقبلوها ، فكأنهم ردوها في أفواههم ورجعوهاإلى حيثُ جاءت منه على طريق المثل { مّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ } من الإيمان بالله . وقرىء « تدعونا » بإدغام النون { مُرِيبٍ } موقع في الريبة أو ذي ريبة ، من أرابه ، وأراب الرجل ، وهي قلق النفس وأن لا تطمئن إلى الأمر .