Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 9-9)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذّكْرَ } رد لإنكارهم واستهزائهم في قولهم { يأَيُّهَا ٱلَّذِى نُزّلَ عَلَيْهِ ٱلذّكْرُ } الحجر 6 ولذلك قال إنا نحن ، فأكد عليهم أنه هو المنزل على القطع والبتات ، وأنه هو الذي بعث به جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم وبين يديه ومن خلفه رصد ، حتى نزل وبلغ محفوظاً من الشياطين وهو حافظه في كل وقت من كل زيادة ونقصان وتحريف وتبدبل ، بخلاف الكتب المتقدمة فإنه لم يتول حفظها . وإنما استحفظها الربانيين والأحبار فاختلفوا فيما بينهم بغيا فكان التحريف ولم يكل القرآن إلى غير حفظه . فإن قلت فحين كان قوله { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذّكْرَ } رداً لإنكارهم واستهزائهم ، فكيف اتصل به قوله { وَإِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ } ؟ قلت قد جعل ذلك دليلاً على أنه منزل من عنده آية لأنه لو كان من قول البشر أو غير آية لتطرق عليه الزيادة والنقصان كما يتطرق على كل كلام سواه . وقيل الضمير في { لَهُ } لرسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله تعالى { وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ } المائدة 67 .