Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 120-122)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كَانَ أُمَّةً } فيه وجهان ، أحدهما أنه كان وحده أمّة من الأمم لكماله في جميع صفات الخير كقوله @ وَلَيْسَ عَلَى اللَّهِ بِمُسْتَنْكَرٍ أنْ يَجْمَع الْعَالَمَ في وَاحِدِ @@ وعن مجاهد كان مؤمناً وحده والناس كلهم كفار . والثاني أن يكون أمّة بمعنى مأموم ، أي يؤمّه الناس ليأخذوا منه الخير ، أو بمعنى مؤتم به كالرحلة والنخبة ، وما أشبه ذلك مما جاء من فعلة بمعنى مفعول ، فيكون مثل قوله { قَالَ إِنّى جَـٰعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } البقرة 124 وروى الشعبي عن فروة بن نوفل الأشجعي عن ابن مسعود أنه قال إنّ معاذاً كان أمّة قانتاً لله ، فقلت غلطت ، إنما هو إبراهيم . فقال الأمّة الذي يعلم الخير . والقانت المطيع لله ورسوله ، وكان معاذ كذلك . وعن عمر رضي الله عنه أنه قال - حين قيل له ألا تستخلف ؟ - لو كان أبو عبيدة حياً لاستخلفته ولو كان معاذ حياً لاستخلفته . ولو كان سالم حياً لاستخلفته فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول 598 " أبو عبيدة أمين هذه الأمّة ، ومعاذ أمّة قانت لله ، ليس بينه وبين الله يوم القيامة إلا المرسلون ، وسالم شديد الحب لله ، لو كان لا يخاف الله لم يعصه " وهو ذلك المعنى ، أي كان إماماً في الدين لأنّ الأئمة معلموا الخير . والقانت القائم بما أمره الله . والحنيف المائل إلى ملة الإسلام غير الزائل عنه . ونفى عنه الشرك تكذيباً لكفار قريش في زعمهم أنهم على ملة أبيهم إبراهيم { شَاكِراً لأنْعُمِهِ } روي أنه كان لا يتغدّى إلا مع ضيف ، فلم يجد ذات يوم ضيفاً ، فأخر غداءه ، فإذا هو بفوج من الملائكة في صورة البشر ، فدعاهم إلى الطعام فخيلوا له أنّ بهم جذاماً ؟ فقال الآن وجبت مواكلتكم شكراً لله على أنه عافاني وابتلاكم { ٱجْتَبَـٰهُ } اختصه واصطفاه للنبوّة { وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } إلى ملة الإسلام { حَسَنَةٌ } عن قتادة هي تنويه الله بذكره ، حتى ليس من أهل دين إلا وهم يتولونه . وقيل الأموال والأولاد ، وقيل قول المصلي منا كما صليت على إبراهيم { لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ } لمن أهل الجنة .