Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 126-128)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

سمي الفعل الأول باسم الثاني للمزاوجة . والمعنى إن صنع بكم صنيع سوء من قتل أو نحوه ، فقابلوه بمثله ولا تزيدوا عليه . وقرىء « وإن عقبتم فعقبوا » ، أي وإن قفيتم بالانتصار فقفوا بمثل ما فعل بكم . روي 599 أن المشركين مثلوا بالمسلمين يوم أحد بقروا بطونهم وقطعوا مذاكيرهم ، ما تركوا أحداً غير ممثول به إلا حنظلة بن الراهب ، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمزة وقد مثل به ، وروي فرآه مبقور البطن فقال " أما والذي أحلف به ، لئن أظفرني الله بهم لأمثلن بسبعين مكانك " فنزلت ، فكفر عن يمينه وكفّ عما أراده ، ولا خلاف في تحريم المثلة . وقد وردت الأخبار بالنهي عنها حتى بالكلب العقور . إما أن يرجع الضمير في { لَهُوَ } إلى صبرهم وهو مصدر صبرتم . ويراد بالصابرين المخاطبون ، أي ولئن صبرتم لصبركم خير لكم ، فوضع الصابرون موضع الضمير ثناء من الله عليهم بأنهم صابرون على الشدائد . أو وصفهم بالصفة التي تحصل لهم إذا صبروا عن المعاقبة . وإما أن يرجع إلى جنس الصبر - وقد دل عليه صبرتم - ويراد بالصابرين جنسهم ، كأنه قيل وللصبر خير وللصابرين ونحوه قوله تعالى { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ } الشورى 40 . { وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ } البقرة 237 ثم قال لرسوله صلى الله عليه وسلم { وَٱصْبِرْ } أنت فعزم عليه بالصبر { وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِٱللَّهِ } أي بتوفيقه وتثبيته وربطه على قلبك { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } أي على الكافرين ، كقوله { فَلاَ تَأْسَ عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَـٰفِرِينَ } المائدة 68 أو على المؤمنين وما فعل بهم الكافرون { وَلاَ تَكُ فِى ضَيْقٍ } وقرىء « ولا تكن في ضيق » أي ولا يضيقن صدرك من مكرهم والضيق تخفيف الضيق ، أي في أمر ضيق . ويجوز أن يكون الضيق والضيق مصدرين ، كالقيل والقول { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } أي هو وليّ الذين اجتنبوا المعاصي { و } ولي { ٱلَّذِينَ هُمْ مُّحْسِنُونَ } في أعمالهم . وعن هرم ابن حيان أنه قيل له حين احتضر أوص . فقال إنما الوصية من المال ولا مال لي ، وأوصيكم بخواتم سورة النحل . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 600 " من قرأ سورة النحل لم يحاسبه الله بما أنعم عليه في دار الدنيا وإن مات في يوم تلاها أو ليلته ، كان له من الأجر كالذي مات وأحسن الوصية " .