Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 20-21)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ } والآلهة الذين يدعوهم الكفار { مِن دُونِ ٱللَّهِ } وقرىء بالتاء . وقرىء « يُدْعَون » ، على البناء للمفعول ، نفى عنهم خصائص الإلهية بنفي كونهم خالقين وأحياء لا يموتون وعالمين بوقت البعث ، وأثبت لهم صفات الخلق بأنهم مخلوقون وأنهم أموات وأنهم جاهلون بالغيب . ومعنى { أَمْوٰتٌ غَيْرُ أَحْيَاء } أنهم لو كانوا آلهة على الحقيقة لكانوا أحياء غير أموات ، أي غير جائز عليها الموت كالحيّ الذي لا يموت وأمرهم على العكس من ذلك . والضمير في { يُبْعَثُونَ } للداعين ، أي لا يشعرون متى تبعث عبدتهم . وفيه تهكم بالمشركين وأنّ آلهتهم لا يعلمون وقت بعثهم ، فكيف يكون لهم وقت جزاء منهم على عبادتهم . وفيه دلالة على أنه لا بدّ من البعث وأنه من لوازم التكليف . ووجه آخر وهو أن يكون المعنى أن الناس يخلقونهم بالنحت والتصوير ، وهم لا يقدرون على نحو ذلك ، فهم أعجز من عبدتهم أموات جمادات لا حياة فيها ، غير أحياء يعني أنَّ من الأموات ما يعقب موته حياة ، كالنطف التي ينشئها الله حيواناً وأجساد الحيوان التي تبعث بعد موتها . وأمّا الحجارة فأموات لا يعقب موتها حياة ، وذلك أعرق في موتها { وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } أي وما يعلم هؤلاء الآلهة متى تبعث الأحياء تهكم بحالها ، لأنّ شعور الجماد محال ، فكيف بشعور ما لا يعلمه حي إلا الحيّ القيوم سبحانه . ووجه ثالث وهو أن يراد بالذين يدعون الملائكة ، وكان ناس منهم يعبدونهم ، وأنهم أموات أي لا بدّ لهم من الموت ، غير أحياء غير باقية حياتهم . وما يشعرون ولا علم لهم بوقت بعثهم . وقرىء « إيان » ، بكسر الهمزة .