Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 30-32)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ خَيْرًا } أنزل خيراً فإن قلت لم نصب هذا ورفع الأول ؟ قلت فصلا بين جواب المقرّ وجواب الجاحد ، يعني أن هؤلاء لما سئلوا لم يتلعثموا ، وأطبقوا الجواب على السؤال بينا مكشوفاً مفعولاً للإنزال ، فقالوا خيراً أي أنزل خيراً ، وأولئك عدلوا بالجواب عن السؤال فقالوا هو أساطير الأوّلين ، وليس من الإنزال في شيء . وروي أن أحياء العرب كانوا يبعثون أيام الموسم من يأتيهم بخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا جاء الوافد كفه المقتسمون وأمروه بالانصراف وقالوا إن لم تلقه كان خيراً لك ، فيقول أنا شرّ وافد إن رجعت إلى قومي دون أن أستطلع أمر محمد وأراه ، فيلقى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبرونه بصدقه ، وأنه نبيّ مبعوث ، فهم الذين قالوا خيراً . وقوله { لّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ } وما بعده بدل من خيراً ، حكاية لقوله { لّلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } أي قالوا هذا القول ، فقدّم عليه تسميته خيراً ثم حكاه . ويجوز أن يكون كلاماً مبتدأ عدة للقائلين ، ويجعل قولهم من جملة إحسانهم ويحمدوه عليه { حَسَنَةٌ } مكافأة في الدنيا بإحسانهم ، ولهم في الآخرة ما هو خير منها ، كقوله { فَـاتَـٰهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ } آل عمران 148 { وَلَنِعْمَ دَارُ ٱلْمُتَّقِينَ } دار الآخرة ، فحذف المخصوص بالمدح لتقدّم ذكره . و { جَنَّـٰتِ عَدْنٍ } خبر مبتدأ محذوف ويجوز أن يكون المخصوص بالمدح { طَيّبِينَ } طاهرين من ظلم أنفسهم بالكفر والمعاصي . لأنه في مقابلة ظالمي أنفسهم { يَقُولُونَ سَلَـٰمٌ عَلَيْكُمُ } قيل إذا أشرف العبد المؤمن على الموت جاءه ملك فقال السلام عليك يا وليّ الله ، الله يقرأ عليك السلام ، وبشره بالجنة .