Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 7-7)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرىء « بشق الأنفس » ، بكسر الشين وفتحها . وقيل هما لغتان في معنى المشقة ، وبينهما فرق وهي أن المفتوح مصدر شق الأمر عليه شقا ، وحقيقته راجعة إلى الشق الذي هو الصدع . وأما الشق فالنصف ، كأنه يذهب نصف قوته لما يناله من الجهد . فإن قلت ما معنى قوله { لَّمْ تَكُونُواْ بَـٰلِغِيهِ } كأنهم كانوا زماناً يتحملون المشاق في بلوغه حتى حملت الإبل أثقالهم . قلت معناه وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه في التقدير لو لم تخلق الإبل إلا بجهد أنفسكم ، لا أنهم لم يكونوا بالغيه في الحقيقة . فإن قلت كيف طابق قوله { لَّمْ تَكُونُواْ بَـٰلِغِيهِ } قوله { وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ } وهلا قيل لم تكونوا حامليها إليه ؟ قلت طباقه من حيث أن معناه وتحمل أثقالكم إلى بلد بعيد قد علمتم أنكم لا تبلغونه بأنفسكم إلا بجهد ومشقة ، فضلاً أن تحملوا على ظهوركم أثقالكم . ويجوز أن يكون المعنى لم تكونوا بالغيه بها إلا بشق الأنفس . وقيل أثقالكم أجرامكم . وعن عكرمة البلد مكة { لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } حيث رحمكم بخلق هذه الحوامل وتيسير هذه المصالح .